Anwar Yaqin
أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
Genres
لترده حران حتى ينهلا وروينا من كتاب: (سلوة العارفين)، عن سعيد بن المسيب قال: لقد أصابت عليا عليه السلام يوم أحد ستة عشر ضربة كل ضربة تلزمه الأرض، فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام.
ولا خلاف أن أبا بكر لم يقاتل بنفسه ذلك اليوم عند من قال: بأنه لم يهرب، وأنه لم يخدش كافرا.
فكيف يقاس من كان هذا حاله، وهولم يصب محجمه دم من كافر في جهاد، ولا في جاهلية أو إسلام، ولا له مقام ولا بروز بل ليس إلا حضور من الجهاد على من بارز الأقران ودمر الشجعان، وأباد كل مذكور في الحرب، وهذه الخصلة من أعظم خصال الإمامة لافتقار حفظ بيضة الإسلام إليها والثبات في الحروب.
وهذا الذي أردنا بقولنا: ولم يقل من قال كان حاضرا إلى آخر ما ذكرناه من الفرق بين من هذه حالة وبين علي عليه السلام ؟ أم أين يكون منه عمر وهو الذي ناداه سعيد بن العاص يوم بدر للمبارزة فلم يبرز إليه.
وكذلك ما روى: أن ضرار بن الخطاب الفهري لحق عمر بن الخطاب، وهو منهزم في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعل ينقب رأسه بالرمح وهو يقول: من أنت إني الليث إلا أقتل قرشيا، فقال: أنا عمر بن الخطاب.
فقال: اشكرها لي.
فهذا وإن كان ممن جاهد وحارب في بعض المواقف، لا يقاس بقاتل الأقران ومعز الإسلام أمير المؤمنين عليه السلام فقتل أمير المؤمنين سعيد بن العاص بعد ذلك فيمن قتل من قريش يوم بدر.
ومتى قيل هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان رأس المجاهدين، ولم يقتل أحدا ولا قاتل بنفسه.
فالجواب عن ذلك من وجوه:
أحدها: أنه كان صاحب الأمر والجهاد، وصدر منه فحاله بخلاف غيره، والقوم مأمور عليه فما بالهم لم يفعلوا فعل علي عليه السلام.
الثاني: أن فضل النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- لأجل النبوة سوى جاهد بنفسه أولم يجاهد.
الثالث: أنه كان يقاتل بنفسه دليله قول علي عليه السلام كنا إذا أحمر البأس اتقينا برسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فكان أقرب الناس إلى العدو.
Page 170