157

وأما قولنا: فاستقبل الأزواج والودائعا: [75 -ج ] فلأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم استخلفه في أشياء منها رد ودائع الناس، ومنها حمل نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه أمره بذلك بعد ثلاثة أيام، فرد الودائع وحمل نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلعلي عليه السلام سبق الهجرة، ولا اعتبار بتخلفه بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه من السابقين [34 أ-ب].

وروينا عن أبي رافع قال: كان علي عليه السلام يجهز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب واستأجر ثلاث رواحل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأبي بكر ولدليلهما، وخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج إليه أهله وأمره أن يؤدي عنه أماناته كلها وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج.

وقال: إن قريشا لن يفقدوني ما داموا يرونك، فاضطجع على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعلت قريش تطلع عليه، فإذا رأوه قالوا: هو ذا نائم، فلما أصبحوا ورأوا عليا عليه السلام قالوا: لو خرج محمد لخرج بعلي، ثم خرج عليه السلام من مكة ليس معه مؤنس إلا الله تعالى، وهو يخشى المشركين، وتعب حتى انتفخت رجله؛ فلما بلغ النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- خبر قدومه قال: ادعوا لي عليا قالوا: يا نبي الله لا يقدر أن يمشي على قدميه من الورم، وأنهما يتفطران دما، فاتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما رأه اعتنقه وبكى رحمة له لما رأى ما بقدمه من الورم وأنهما يقطران دما، وتفل رسول الله صلى الله عليه وآله في يده فمسحهما به ودعا له بالعافية، فما اشتكاهما حتى استشهد عليه السلام، فإن قال قائل: أبو بكر هو السابق في الهجرة.

قلنا: إن رمت بذلك أريناك التفرقة من وجوه. منها: أن ما ذكرته لو صح لكان يجب في عامر بن فهيرة أن يكون مساويا لأبي بكر في الفضل من حيث هو معه، وأن يكون عامرا أفضل من علي عليه السلام، والإجماع يكذب ذلك.

Page 161