Anwar Wa Mahasin Ashcar
الأنوار ومحاسن الأشعار
أَبْعَدَهَا مُنْتَجَعًا ومُرْتضمَى
فصَدَّه عن قَصْدِ ما كَان نَحَا
يَحْطُّ إِنْ حِطَّ ويَعلُو إِنْ عَلاَ
بحَرِكٍ أَسْرَعَ من رَجْعِ الصَّدَا
حَتّى إِذا جَرَّعَه المَوْتَ حُسَا
وغَصَّ منه بشَجًى بَعْدَ شَجَا
وتَاهَ كالحَيْرَانِ من غيرِ عَمَى
أَنشَبَ من شِدْقٍ وقِحْفٍ وقَفَا
نَوَافِذًا حُجْنًا كأَطْرَافِ المُدَى
فخَرَّ كالحِلْسِ إِذا الحِلْسُ هُوَى
وله أيضًا:
سَقَى اللهُ بالقَاطُولِ مَطْرَحَ طَرْفِكَا ... وخَصَّ بسُقْيَاهُ مَنَاكِبَ قَصْرِكَا
ولم أَنسَ بالشَّطَّين نَفْضَ غِيَاضِه ... بخَيْلِكَ أَطْرَافَ النّهَارِ ورِجْلِكَا
ودَسَّك للدُّرَّاجِ في جَنَباتِهِ ... وللغُرِّ آجَالًا قُدِرْنَ بكَفِّكَا
بشُهْبٍ كمَوْشِىّ الرُّخَامِ يُجِيلُهُ ... بمثْل خَفىِّ الوَحْىِ صَنْعَة رَبِّكَا
أَوِ اسْبَهْزَجىّ يَسْبِق الطَّرْفَ حَثُّهُ ... هَوَامِسُ عشْرَيْهِ مُطِيعٌ لأَمرِكَا
تَسُرُّك في تَشْمِيرهَا وقُدُودِهَا ... وحَسْبُك في التأْديب أَو فَوْقَ حَسْبِكَا
حُتُوفٌ إِذَا أَرسلتَهنّ قَوَاصِدًا ... عِجَالٌ إِذا أَغْرَيْتهنّ بزَجْرِكَا
تُخَطِّفُ من صُغْرَى وكُبْرَى إِذَا ارتمتْ ... بيُمْنَى ويُسْرَى من بَوَادِر خَطْوِكَا
أَبَحْتَ حِمَاهَا مُصْعِدًا ومُصَو؟ ِّبًا ... وما رِمْتَ في حَالَيك مَجْلِسَ لَهوِكَا
ولعليّ بن الجهم في البزاة والبوازج:
وَطِئنَا رِيَاضَ الزَّعْفَرَانِ وأَمسكتْ ... علينَا البُزَاةُ البِيضُ حُمْرَ التَّدَارِجِ
ولم تَحْمِهَا الأَدْغَالُ مِنّا وإِنّمَا ... أَبَحْنَا حِمَاهَا بالكِلابِ البَوَازِجِ
بمُسْتَرْوِحَاتٍ سابِحَاتِ بُطُونُهَا ... على الأَرْضِ أَمْثَالَ السِّهَامِ الزَّوَالِجِ
ومُسْتَشْرِفَاتٍ بالهَوَادِى كأَنَّهَا ... وما عقَفَتْ منها رُؤُوسُ الصَّوالِجِ
فَلَيْنا بها الغِيطَانَ فَلْيًا كأَنَّهَا ... أَنامِلُ إِحْدىَ الفَالِيَات الحَوَالجِ
قَرَنَّا البُزَاةَ والصُّقورَ وحُرِّمَتْ ... شَوَاهِينُنا من بَعْدِ صَيْدِ الزَّمَامِجِ
وفي البازى من قصيدة:
وقد حَملْنا كلَّ مُسَوْفزٍ ... أَدّبَه الحاذِقُ واخْتَارَا
مَضْطرِمٍ تَحْسبُه طالِبًا ... عندَ جَمِيعِ الناسِ أَوْتَارَا
يَفْتُقُ حِمْلاَقيْنِ عن مُقْلَة ... يَخَالُهَا الناظِرُ دِينَارَا
صادِقَةٍ تُعمِلُ لَحْظًا إلى ... مَقَاتِلِ الطائِرِ نَظّارَا
مُخاتِلِ لكنْ له جُلْجُلٌ ... لم يَأْلُ إِعْذارًا وإِنْذارَا
كأَنَّه شُعْلَةُ نارٍ إِذا ... عَايَنَ قَبْجًا أَو خشنْشارَا
أَو عَرَبِىٌّ فاتِكٌ ثائِرٌ ... يخَاف في تَقْصيره العارَا
ولعبد الله بن المعتزّ في البازى:
غَدَوتُ للصَّيْد بفِتْيَانِ نُجُبْ
وسَبَبٍ للرِّزْق من خَيْرِ سَبَبْ
ذي مُقْلَةٍ تَهْتِكُ أَستارَ الحُجُبْ
كأَنَّهَا في الرَّأْسِ مِسْمَارُ ذَهَبْ
بمنْسرٍ مثْلِ السِّنَان المُختضِبْ
قد وَثِقَ القَوْمُ له بِمَا طَلَبْ
فهو إِذا جَلَّى لصَيْدٍ واضطرَبْ
عَرَّوْا سكَاكِنَهُمُ مِن القُرُبْ
قوله:
قد وَثِقَ القَوْمُ له بما طَلَبْ
مأخوذ من قول امرىء القيس:
إِذا ما رَكِبْنَا قال وِلْدَانُ أَهلِنَاتَعَالَوا إِلى أَنْ يَأْتىَ الصَّيْدُ نَحْطِبِ
أي هم واثقون بأَنّ الصَّيد يأتيهم.
وله أيضًا في قصيدة:
ونَذْعَرُ الصَّيْدَ ببَازٍ أَقْمَرِ
كأَنَّه في جَوْشَنٍ مُزَرَّرِ
ذي مُقْلَةٍ تُسْرِجُ فَوقَ المَحْجِرِ
ومِنْسَرٍ عَضْبِ الشَّبَا كالخَنْجَرِ
تَخَالُه مُضَمَّخًا بالعُصْفُرِ
وهَامةٍ كالحَجَر المُدَوَّرِ
1 / 108