Allah Kawn Insan
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
Genres
وجاء في القرآن:
يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله (الأحزاب: 63).
هذه بعض أوجه التناص بين أقوال يسوع وآيات في القرآن الكريم، ولدي منها حتى الآن ستون، والعدد مرشح للتزايد كلما جرى التعمق في دراسة النصين. (س):
هل التناص بين القصص الإنجيلي والقرآني على هذه الدرجة من الدقة؟ (ج):
لدينا ثلاث قصص متناصة بين الإنجيل والقرآن؛ الأولى هي قصة ميلاد يوحنا المعمدان أو يحيى كما يدعى في القرآن. ويوحنا المعمدان هو آخر الأنبياء اليهود على ما تصوره الأناجيل الأربعة، وقد ولد قبل يسوع بستة أشهر وهو يظهر إلى العلن ليبشر بقدومه. وقد وجد مؤلفو الأناجيل في سفر ملاخي التوراتي ما اعتبروه نبوءة بإرسال الرب لنبي في آخر الأزمنة يهيئ الطريق للمسيح: «ها أنا ذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم» (ملاخي، 4: 5-6). وأيضا: «ها أنا ذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي، ويأتي إلى هيكله السيد الذي تطلبونه» (ملاخي، 3: 1). ووجدوا في سفر إشعيا ما اعتبروه نبوءة أخرى: «صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب، قوموا في القفر سبيلا لإلهنا ... فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر» (إشعيا، 40: 3-5)؛ ولذلك نجد إنجيل مرقس يجمع بين هذه النبوءات: «كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك، صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة. كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لغفران الخطايا، وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه، ويأكل جرادا وعسلا بريا. وكان يكرز قائلا: يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه، أنا أعمدكم بماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس» (مرقس، 1: 2-8). وعلى الرغم من نجاحه بين الناس إلا أن فترة كرازة يوحنا لم تطل كثيرا لأن ملك الجليل أنتيباس أمر بحبسه لأنه كان ينتقد سلوكه وزواجه من مطلقة أخيه في حياته، ثم قطع رأسه بعد وقت قصير (مرقس، 6: 17-29).
وردت القصة الكاملة لميلاد يوحنا في الإصحاح الأول من إنجيل لوقا، أما القصة القرآنية فقد وردت في سورة مريم وسورة آل عمران. وتسير القصتان على التوازي على الرغم من الصيغة المختصرة للقصة القرآنية: (1) لوقا: كان في أيام هيرودس ملك (المقاطعة) اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا (الكهنوتية) وامرأته من بنات هارون واسمها أليصابات (= إليزابيت باللغات الأوروبية). وكانا كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم. ولم يكن لهما ولد إذ كانت أليصابات عاقرا، وكان كلاهما متقدمين في السن (1: 1-7). (1) سورة مريم:
كهيعص * ذكر رحمة ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداء خفيا * قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (سورة مريم: 1-6). (2) لوقا: «فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر، وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور، فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور، فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه الخوف، فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا، ويكون لك فرح لأنه يكون عظيما أمام الرب، ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم» (لوقا، 1: 8-16). (2) سورة آل عمران:
فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين (آل عمران: 39). (3) لوقا: «فقال زكريا للملاك: كيف أعلم هذا؟ لأني شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها؟ فأجاب الملاك: أنا جبرائيل الواقف قدام الله، وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا، وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا - أي ولادة الصبي - لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته» (لوقا، 18-20). (3) سورة آل عمران:
قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء * قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار (آل عمران: 40-41). (4) لوقا: «وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه في الهيكل، فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه رأى رؤية في الهيكل، فكان يومئ إليهم (يتكلم رمزا) وبقي صامتا» (لوقا، 1: 21-22). (4) سورة مريم:
فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم (= أشار إليهم)
Unknown page