115

Jawahir Ghawali

الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري

Genres

Hadith
الوحدة للقلب لإنتفاء // ٢٠٨ // صورة الكثرة المحسوسة الواقع عليها الإبصار من المرئيات الداخلة صورها إلى القلب من طريق العين عن القلب وإذا لقى السمع إلى الملقن انتفى صور الكثرة المسموعة الداخلة على القلب من طريق الأذن أيضا فيبقى صور الكثرة الخالية التي يحدثها الخواطر فإذا تعمل في نفيها شيئا فشيئا حتى ألمحت صورة الكثرة الحسية والخيالية عن القلب انجلت فيه أنوار التوحيد على حسب استعداده ومناسبته ومن هنا قال هل الطريق كيفية الذكر المقيد بالعزبين على طريق الحمالية أن تبدأ بالذكر من جانبك الأيسر وتقصد أن تأخذ ما سوى الله من قلبك وتهوي تحت ثديك الأيسر بقولك لا وتمدها إلى أن تطرح إله وهو المنفي عن كل أحد سوى الله جل وعز فوق كتفك الأيمن وتثبت بقولك إلا من فوق كتفك الأيمن الله في قلبك الذي ألقيت ما سوى الله جل وعز عنه بضرب شديد // ٢٠٩ // يتأثر قلبك ويتمكن فيه نور الذكر وذلك أن الذكر بهذا الإنحصار تعمل في نفي الكثرة ومحو صورها عن القلب بالتدريج ليتمكن أنوار التوحيد بالإثبات في القلب شيئا فشيئا حتى يذهب بالظلمة بأنواعها فقد ورد في الحديث لكل شيء سقالة وإن سقالة القلب ذكر الله والسقل بالسين هو الصقل بالصاد كما في القاموس وورد ما من قلب من القلوب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت فأضاء عن أبي الدرداء ﵁ قال: من فقه الرجل أن يعلم أيزداد هو أم ينقص ومن فهمه أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه فعلى المريد أن يعمر قلبه بالذكر الذي يعطيه شيخه فمتى غفل وخطر له خاطر بغير ذكره من شهوة وغيرها فليسرع إلى ذكره من حينه فإن المحل يضيق عن حمل أمرين في زمان واحد ولولا // ٢١٠ // فمن أدلته قوله ﷺ لأبي الدَّرْدَاءِ رضي الله تعالى عنه، قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ،وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،وَاللَّهُ أَكْبَرُ،

1 / 115