رد جوان: «كيف حالك يا جيون فرولو؟ تدور ساقاك وذراعاك كالطاحونة الهوائية، أهكذا تحافظ على توازنك على عتبة هذه النافذة؟ كم مضى على وجودنا هنا ؟ أكثر من أربع ساعات!»
بدأ الصبية الذين أضجرهم الانتظار في مضايقة الكثير من الرجال ذوي الشأن الموجودين بين الجماهير، فأخذوا يسبونهم، ويسخرون من قبعاتهم ووظائفهم وملابسهم. استهزءوا بكل ما أمكنهم الاستهزاء به.
وأخيرا دقت الساعة الثانية عشرة، فقالت الجماهير: «آه!» صمت الطلاب، وهدأ باقي من كانوا في القاعة. امتدت الأعناق، وركزت الأبصار على خشبة المسرح، لكن لم يكن هناك ما يمكن مشاهدته سوى الحجاب الأربعة الذين عملوا على حفظ النظام وهم يقفون بأجسام متيبسة كالتماثيل.
انتظر الحشد دقيقة، دقيقتين، خمس دقائق، عشر دقائق، ثم أخذوا يرددون: «المسرحية! المسرحية!»
قال الطلاب: «أمسكوا بالحجاب!» فصفقت الجماهير، وشحبت وجوه الرجال الأربعة الموجودين على خشبة المسرح. وما إن تحرك الحشد نحوهم حتى فتحت الستائر. ظهر ممثل مترنح سار حتى وصل إلى منتصف خشبة المسرح.
قال: «يشرفنا اليوم تقديم مسرحية «الرأي الرشيد» بقلم بيير جرينجوار، التي سألعب فيها دور جوبيتير. وعندما يصل الكاردينال سنبدأ في الحال.»
ما إن سمع الجميع أنهم سينتظرون مزيدا من الوقت حتى بدءوا في الصياح ثانية.
صاح جوان بصوت أعلى من أي شخص آخر: «لتبدءوا الآن!»
هتف جيون: «ليسقط جوبيتير! ليسقط الكاردينال!»
بدأ جوبيتير المسكين في الابتعاد عن خشبة المسرح ببطء. وقبل أن يفتح الستائر مباشرة ظهر شخص يرتدي ملابس سوداء من وراء الكواليس، وهمس: «يا جوبيتير!»
Unknown page