124

Adwa Bayan

أضواء البيان في تفسير القرآن

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

عطف على نفسه، تنزيلا لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات، لأن ذلك الكتاب الذي هو التوراة موصوف بأمرين: أحدهما: أنه مكتوب كتبه الله لنبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. والثاني: أنه فرقان، أي: فارق بين الحق والباطل، فعطف الفرقان على الكتاب، مع أنه هو نفسه نظرا لتغاير الصفتين. كقول الشاعر: "إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم" بل ربما عطفت العرب الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظ فقط، فاكتفوا بالمغايرة في اللفظ. كقول الشاعر: "إني لأعظم في صدر الكمي على ... ما كان في من التجدير والقصر" والقصر: هو التجدير بعينه. وقول الآخر: "وقددت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبا ومينا" والمين: هو الكذب بعينه. وقول الآخر: "ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأي والبعد" والبعد: هو النأي بعينه. وقول عنترة في معلقته: "حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم" والإقفار: هو الإقواء بعينه. والدليل من القرآن على أن الفرقان هو ما أوتيه موسى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى

1 / 92