31

ولد ونشأ بقرية من قرى شيراز تعرف بالبيضاء، وكان ميلاده سنة 121، وقيل: بعد ذلك، ثم قدم البصرة لتلقي الحديث وروايته، ويقال إنه بينما هو يستملي على حماد قول النبي

صلى الله عليه وسلم : «ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء» (وأخذت: من المؤاخذة، أي المعاتبة)، قال سيبويه: أبو الدرداء بالرفع ظانا أنه اسم ليس، فقال حماد: لحنت يا سيبويه، ومن ثم عكف على الاشتغال على الخليل بن أحمد وغيره، وأخذ اللغة عن الأخفش الأكبر، ولم يزل مشتغلا حتى صار إمام الأئمة في علوم اللغة، ووضع كتابه في النحو الذي هو مرجع علماء النحو، وتوفي سنة 161 على المشهور. (24) الكسائي (توفي سنة 189ه)

هو أبو الحسن علي بن حمزة الكوفي المعروف بالكسائي أحد القراء السبعة، كان إماما في النحو واللغة والقراءات، ولم يكن له في الشعر يد حتى قيل: ليس في علماء العربية أجهل من الكسائي في الشعر. وكان يؤدب الأمين بن هارون الرشيد ويعلمه الأدب. وروى الكسائي عن أبي بكر بن عياش وحمزة الزيات وابن عيينة وغيرهم، وروى عنه الفراء وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهما. وتوفي سنة 189 بالري، وكان قد خرج إليها صحبة هارون الرشيد، ويقال: إن الرشيد كان يقول: دفنت الفقه والعربية بالري، لوفاة محمد بن الحسن الفقيه الحنفي يومئذ. (25) أبو نواس (145-198ه)

هو أبو علي الحسن بن هانئ الشاعر المشهور، كان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والي خراسان، قيل إنه ولد بالبصرة ونشأ بها ثم خرج إلى الكوفة، وروي أن الخصيب صاحب مصر سأل أبا نواس عن نسبه، فقال: أغناني أدبي عن نسبي. وما زالت العلماء والأشراف يروون شعره ويتفكهون به ويفضلونه على أشعار القدماء، وكان من أجود الناس بديهة وأرقهم حاشية حتى قال الجاحظ: لا أعرف بعد بشار مولدا أشعر من أبي نواس.

وكان أبو نواس يعجبه شعر النابغة ويفضله على زهير تفضيلا شديدا، وكان المأمون يقول: لو وصفت الدنيا نفسها لما وصفت بمثل قول أبي نواس:

ألا كل حي هالك وابن هالك

وذو نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت

له عن عدو في ثياب صديق

وكانت وفاته سنة 198 ببغداد. (26) الإمام الشافعي (150-204ه)

Unknown page