Abu Shuhada Husayn Ibn Cali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
وعلى هذا النحو تكون حركة الحسين قد سلكت طريقها الذي لا بد لها أن تسلكه، وما كان لها قط من مسلك سواه. •••
وصل الأمر في عهد يزيد إلى حد لا يعالج بغير الاستشهاد وما نحا منحاه.
وهذا هو الاستشهاد ومنحاه، وهو - بالبداهة التي لا تحتاج إلى مقابلة طويلة - منحى غير منحى الحساب والجمع والطرح في دفاتر التجار.
ومع هذا يدع المؤرخ طريق الشهادة تمضي إلى نهاية مطافها، ثم يتناول دفتر التجار كما يشاء ؛ فإنه لواجد في نهاية المطاف أن دفتر التجار لن يكتب الربح آخرا إلا في صفحة الشهداء.
فالدعاة المستشهدون يخسرون حياتهم وحياة ذويهم، ولكنهم يرسلون دعوتهم من بعدهم ناجحة متفاقمة فتظفر في نهاية مطافها بكل شيء حتى المظاهر العرضية والمنافع الأرضية.
وأصحاب المظاهر العرضية والمنافع الأرضية يكسبون في أول الشوط ثم ينهزمون في وجه الدعوة المستشهدة حتى يخسروا حياتهم أو حياة ذويهم، وتوزن حظوظهم بكل ميزان فإذا هم بكل ميزان خاسرون.
وهكذا أخفق الحسين ونجح يزيد.
ولكن يزيد ذهب إلى سبيله، وعوقب أنصاره في الحياة والحطام السمعة بعده بشهور، ثم تقوضت دولته ودولة خلفائه في عمر رجل واحد لم يجاوز الستين.
وانهزم الحسين في كربلاء وأصيب هو وذووه من بعده، ولكنه ترك الدعوة التي قام بها ملك العباسيين والفاطميين، وتعلل بها أناس من الأيوبيين والعثمانيين، واستظل بها الملوك والأمراء بين العرب والفرس والهنود، ومثل للناس في حلة من النور تخشع لها الأبصار.
وباء بالفخر الذي لا فخر مثله في تواريخ بني الإنسان غير مستثنى منهم عربي ولا أعجمي ولا قديم ولا حديث.
Unknown page