وكان يستنتج ويستخرج المجهول من المعلوم.
وبدأت شهرته وهو في المؤيد بقضية التلغرافات المشهورة، ثم كان له في كل حادثة يد.
وتنقل في جميع الصحف اليومية العربية بالقاهرة، وكاتب الصحف العربية التي كانت تصدر في الإسكندرية.
فاشتغل في المقطم، وفي جريدة مصر زمنا طويلا، وفي الوطن في أول عهد المرحوم جندي إبراهيم بك، وفي جريدة الإكسبرس، وفي جريدة الراوي لصاحبها يوسف طلعت باشا، وفي الجريدة عند أول صدورها، ومع الشيخ يوسف الخازن في جريدة الأخبار سنة 1907، وفي الأهرام، ثم المقطم ثانيا، وفي البلاغ.
ومن أهم ما يعرف عنه روايته خبر الاتفاق الإنكليزي الفرنسوي سنة 1904 قبل أن تشير إليه صحيفة أوروبية أو مصرية أو شركة تلغرافية.
وأنشأ لثلاثين سنة ونيف جريدة «الخزان» أسبوعية، ولكنها لم تعمر طويلا.
وكان يمتاز على الأغلبية الساحقة من المشتغلين بالأخبار بمعرفة جميع موظفي الحكومة الكبار من مصريين وأجانب، والمفوضين السياسيين، والقناصل الجنرالية، وكبار التجار والأعيان. فإذا كان هناك حفل أو اجتماع أملى عليك أسماء الجميع ووظائفهم دون أي خطأ في اسم أو وظيفة أو عمل.
وكان أنيق العبارة دقيقا في اللغة قد يمزق عشرات من الأوراق قبل أن يكتب لك خبرا في عشرين سطرا، ولكنه يخرج من تحت يده مشرقا مصقولا.
وكان يعرف ما لا يعرفه سواه من نظام الحكومة وسير الأعمال فيها. وتنقل الأوراق من مصلحة إلى أخرى ومن قلم إلى آخر، فيلاحقها حتى يظفر منها بورقة فيأخذ منها ما لا يستطيع أن يدركه سواه.
وكان وهو مقيم في العاصمة صيفا يدون لك أخبار بولكلي وكل ما يجري في هذا المصيف كأنه مقيم في الإسكندرية.
Unknown page