أنا قلت لك تشتري قات شراري؟ واشتريت قات جدة، قشش بك،
28
اليوم شيشلك
29
السيل في الوادي، مثل الحطب يا حطاب ههههه.
توقف المطر بعد العصر، ثم مشيا نحو الوادي، وتفاجآ بتدفق سيل وادي شوكة الجارف، ولم يستطيعا أن يعبرا الوادي. بقيا ساعتين ينتظران توقف السيل، لكن زربة كان مستعجلا؛ لمضغ القات والسمرة مع الأهل، فقرر عبور الوادي إلى الضفة الأخرى بعد أن خف السيل قليلا. قبض بيده اليمنى على قاته والحلاوة، وبيده اليسرى على يد سالم الحطاب ومشيا إلى منتصف الوادي بخفة. وبسبب وقوف سالم لحظة في مجرى السيل وهو يرتجف من الخوف، حفر تيار الماء تحت قدميه وانقلب الاثنان معا وجرفهما السيل. كانت يد زربة اليمنى تقبض بشدة على شال القات، أما الحلاوة فقد جرفها السيل. تسرب الماء إلى فم سالم الحطاب، لكن زربة كان فمه مغلقا؛ حتى لا يتغير طعم القات وتذهب نشوته؛ ولكي ينقذ قاته ونفسه من الهلاك، قرر أن يترك سالم واجتاز الوادي إلى أن وصل إلى الضفة الأخرى، لكنه عاد مسرعا لينقذ سالم الحطاب. وضع يده على راسه خوفا حين شاهد جذع شجرة كبيرة يمر بجوار الحطاب، كاد أن يسحقه وهو متشبث بصخرة كبيرة يقاوم الموت، وظهره في اتجاه السيل. اتجه زربة يقفز نحوه من صخرة إلى صخرة، وكاد أن يسقط بعد أن انزلقت قدمه من على صخرة تحته. وصل إلى سالم وقبض على يده، وهو مستسلم للقدر. سحبه من بين أنياب الموت وحمله بين يديه، وجرى به مثل طفل صغير إلى الضفة الأخرى حيث ترك قاته. أصيب سالم الحطاب بضربة قوية في ركبته وقدمه اليمنى، فلم يستطع الوقوف على قدميه. جلس الاثنان مبلولين يرتجفان من البرد، يحمدان الله على نجاتهما. قال زربة: يا صاحبي ما عاد فيش طعم للقات، خلينا
30
نخزن
31
ونستعد على طلوع الجبل، واحملك على ظهري.
Bog aan la aqoon