كان العمال يقضون جزءا من الليل في مضغ القات ويتسلون بالفكاهة والفوازير والحكايات الشعبية، يعوضون ما ينقصهم من حرمان. لا يفكرون بشيء غير قوتهم ولباسهم وبيت يأويهم مع أطفالهم، يكسبون من كدهم، ليس كما يفعل الذين يطوفون في فلك الدولة والارتزاق منها. كان زربة يسرد لهم أحيانا بعضا من مقالب عمه قاسم التي اشتهر بها وكان يمكن أن تودي به إلى السجن لو أنه عملها اليوم. في هذه الليلة تناول ناجي المقشش قاتا قطف للتو، فلم يصغ إلى زربة وهو يروي أحد مقالب قاسم، كان يحلق بعيدا وهو يتسلق جبل «شوكة» الطرماح، حيث تسكنه القرود، التي لا تسمح لأحد أن يعلو قمته، فهي تنهال على المتسلقين بالحجارة.
حكى زربة لهم حكاية طريفة قام بها عمه آخر الليل حين عجن السخام بالزيت، ودهن وجوه العمال بخطوط مختلفة وهم نيام. ضحك العمال كثيرا إلا المقشش كان غاضبا يحدث نفسه، ويحرك رأسه بخفة يسرة ويمنة. استمر زربة يروي حكاية عمه، قائلا: بعد ما دهن عمي وجوههم، ووضع السابلة
1
في كف حزام العديني الذي يشتي
2
يلبسه التهمة، ووضع عمي خط صغير على أنفه وغسل يده. قام العمال في الصباح يغسلوا وجوههم، كان كل واحد يضحك من الثاني. جلسوا يفكروا من عمل لهم المقلب.
قال عمي قاسم: الذي بكفه السابلة هو الذي عملها فينا، فضربوا العديني وعرططوه
3
وملسوه بالسابلة وخلموه
4
Bog aan la aqoon