130

هكذا بإسقاط كلمة ((هو)) وكلمة ((بعدي)) ولعله من تغيير النساخ، فإن فرض أنه صحيح بالحذف المذكور أي بدون كلمة ((هو)) وبدون كلمة ((بعدي)) فهو مؤكد لما قلنا وأشرنا إليه من أن نزول علي عليه السلام بمنزلة بعض النبي والنبي بمنزلة بعض علي، يستلزم ثبوت الولاية لعلي عليه السلام وأنه أحق بها من سائر أهل الشورى؛ لأن قوله: ((وولي كل مؤمن)) يكون على ذلك الفرض خارجا مخرج الاحتجاج لإصابة علي عليه السلام وخطئهم في الشكوى منه بأنه كالبعض من رسول الله مع أن رسول الله ولي كل مؤمن، أي فلعلي ولاية يصح بها تصرفه فيما فعل، وأنه يجب احترامه والرضا بحكمه كما يجب للرسول ويحرم بغضه والشكاية منه كما يحرم بغض الرسول والاعتراض عليه في حكمه، فدل ذلك على أنه يثبت له ما يثبت للرسول إلا ما خصه دليل.

فدل ذلك على أنه في كماله فوق الأمة كلها أهل الشورى وغيرهم، بعد رسول الله.

هذا، وحديث المستدرك هذا صححه الحاكم على شرط مسلم، ولم يعترضه الذهبي في تلخيصه.

وفي الدر المنثور للسيوطي(1) عند ذكر قول الله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}[هود:17] أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من القرآن فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه}[هود:17] رسول الله على بينة من ربه، وأنا شاهد منه).

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي رضي الله عنه في الآية قال: (رسول الله على بينة من ربه، وأنا شاهد منه).

وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله: {أفمن كان على بينة من ربه} أنا.

{ويتلوه شاهد منه} قال: علي.

Bogga 118