Xadhkaha iyo Ilaalinta Cibaadada

Ibn Taymiyya d. 728 AH
37

Xadhkaha iyo Ilaalinta Cibaadada

الزهد والورع والعبادة

Baare

حماد سلامة، محمد عويضة

Daabacaha

مكتبة المنار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧

Goobta Daabacaadda

الأردن

Noocyada

Suufinimo
فَإنَّك اذا أَحْبَبْت الشَّخْص لله كَانَ الله هُوَ المحبوب لذاته فَكلما تصورته فِي قَلْبك تصورت مَحْبُوب الْحق فأحببته فازداد حبك لله كَمَا اذا ذكرت النَّبِي ﷺ والأنبياء قبله وَالْمُرْسلِينَ وأصحابهم الصَّالِحين وتصورتهم فِي قبلك فَإِن ذَلِك يجذب قَلْبك الى محبَّة الله الْمُنعم عَلَيْهِم وبهم اذا أحب شخصا لله فَإِن الله هُوَ محبوبه فَهُوَ يحب أَن يجذبه الى الله تَعَالَى وكل من الْمُحب لله والمحبوب لله يجذب الى الله وَهَكَذَا اذا كَانَ الْحبّ لغير الله كَمَا اذا أحب كل من الشخصين الآخر بِصُورَة كَالْمَرْأَةِ مَعَ الرجل فَإِن الْمُحب يطْلب المحبوب والمحبوب يطْلب الْمُحب بانجذاب المحبوب فَإِذا كَانَا متحابين صَار كل مِنْهُمَا جاذبا مجذوبا من الْوَجْهَيْنِ فَيجب الِاتِّصَال وَلَو كَانَ الْحبّ من أحد الْجَانِبَيْنِ لَكَانَ الْمُحب يجذب المحبوب والمحبوب يجذبه لَكِن المحبوب لَا يقْصد جذبه والمحب يقْصد جذبه وينجذب وَهَذَا سَبَب التَّأْثِير فِي المحبوب اما تمثل يحصل فِي قلبه فينجذب وَإِمَّا أَن ينجذب بِلَا محبَّة كَمَا يَأْكُل الرجل الطَّعَام ويلبس الثَّوْب ويسكن الدَّار وَنَحْو ذَلِك من المحبوبات الَّتِي لَا ارادة لَهَا وَأما الْحَيَوَان فيحب بِبَعْضِه بَعْضًا بِكَوْنِهِ سَببا للاحسان اليه وَقد جبلت النُّفُوس على حب من أحسن اليها لَكِن هَذَا فِي الْحَقِيقَة انما هُوَ محبَّة الاحسان لَا نفس المحسن وَلَو قطع ذَلِك لضمحل ذَلِك الْحبّ وَرُبمَا أعقب بغضا فَإِنَّهُ لَيْسَ لله ﷿ فَإِن من أحب انسانا لكَونه يُعْطِيهِ فَمَا أحب الا الْعَطاء وَمن قَالَ انه يحب من يُعْطِيهِ لله فَهَذَا كذب ومحال وزور من القَوْل وَكَذَلِكَ من أحب انسانا لكَونه ينصره انما أحب النَّصْر لَا النَّاصِر وَهَذَا كُله من اتِّبَاع مَا تهوى الْأَنْفس فَإِنَّهُ لم يحب فِي الْحَقِيقَة الا مَا يصل اليه من جلب مَنْفَعَة

1 / 45