Xadhkaha iyo Ilaalinta Cibaadada

Ibn Taymiyya d. 728 AH
128

Xadhkaha iyo Ilaalinta Cibaadada

الزهد والورع والعبادة

Baare

حماد سلامة، محمد عويضة

Daabacaha

مكتبة المنار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٧

Goobta Daabacaadda

الأردن

Noocyada

Suufinimo
فَلَا يخلوا اما أَن يكون ملتفتا بِقَلْبِه الى الله فِي أَن يفعل بِهِ ذَلِك واما أَن يكون معرضًا عَن ذَلِك فَإِن الْتفت بِقَلْبِه الى الله فَهُوَ طَالب مستعيذ بِحَالهِ وَلَا فرق بَين الطّلب بِالْحَال والقال وَهُوَ بهما أكمل وَأتم فَلَا يعدل عَنهُ وان كَانَ معرضًا عَن جَمِيع ذَلِك فَمن الْمَعْلُوم أَنه لَا يحيى وَيبقى الا بِمَا يُقيم حَيَاته وَيدْفَع مضاره بذلك وَالَّذِي بِهِ يحيى من الْمَنَافِع وَدفع المضار اما أَن يُحِبهُ ويطلبه ويريده من أحد أَو لَا يُحِبهُ وَلَا يَطْلُبهُ وَلَا يُريدهُ فَإِن أحبه وَطَلَبه وأراده من غير الله كَانَ مُشْركًا مذموما فضلا عَن أَن يكون مَحْمُودًا وان قَالَ لَا أحبه وأطلبه وأريده لَا من الله وَلَا من خلقه قيل هَذَا مُمْتَنع فِي الْحَيّ فَإِن الْحَيّ مُمْتَنع عَلَيْهِ أَن لَا يحب مَا بِهِ يبْقى وَهَذَا أَمر مَعْلُوم بالحس وَمن كَانَ بِهَذِهِ المثابة امْتنع أَن يُوصف بِالرِّضَا فَإِن الراضي مَوْصُوف بحب وارادة خَاصَّة اذ الرِّضَا مُسْتَلْزم لذَلِك فَكيف يسلب عَنهُ ذَلِك كُله فَهَذَا وَأَمْثَاله مِمَّا يبين فَسَاد هَذَا الْكَلَام وَأما فِي سَبِيل الله وَطَرِيقه وَدينه فَمن وُجُوه أَحدهمَا أَن يُقَال الراضي لَا بُد أَن يفعل مَا يرضاه الله والا فَكيف يكون رَاضِيا عَن الله من لَا يفعل مَا يرضاه الله وَكَيف يسوغ رضَا مَا يكرههُ الله ويسخطه ويذمه وَيُنْهِي عَنهُ وَبَيَان هَذَا أَن الرِّضَا الْمَحْمُود اما أَن يكون الله يُحِبهُ ويرضاه واما أَن لَا يُحِبهُ ويرضاه فَإِن لم يكن يُحِبهُ ويرضاه لم يكن هَذَا الرِّضَا مَأْمُورا بِهِ لَا أَمر ايجاب وَلَا أَمر اسْتِحْبَاب فَإِن من الرِّضَا مَا هُوَ كفر كرضا الْكفَّار بالشرك وَقتل الْأَنْبِيَاء وتكذيبهم ورضاهم بِمَا يسخطه الله ويكرهه قَالَ تَعَالَى ذَلِك بِأَنَّهُم اتبعُوا مَا أَسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط

1 / 138