Hogaamiyeyaal iyo Fannaaniin
زعماء وفنانون وأدباء
Noocyada
وقد ذكر مستر بلنت في مذكراته أن جمال الدين غادر الهند إلى أمريكا، ولكن العالم المحقق الأستاذ أحمد أمين استبعد صحة هذه الواقعة.
ولقد أقام جمال الدين في لندن عام 1883، وأرادت السلطات البريطانية أن تكسب صداقته، فعرضت عليه عرش السودان، فسخر من هذا العرض وقال: إن عرش السودان للسودان، فليس لكم أن تعطوه أحدا!
ثم ذهب إلى فرنسا، ومن هناك اتصل في مصر بتلميذه وصديقه الشيخ محمد عبده، واتفقا على إصدار جريدة «العروة الوثقى» من باريس، وتعد مجموعة هذه الجريدة سجلا حافلا بآراء جمال الدين الأفغاني السياسية والدينية والاجتماعية، وكانت سوط عذاب يلهب ظهور الدول الاستعمارية، ورعشة تمشت في أذهان الشعوب الشرقية، فهبت لتدافع عن كرامتها وحريتها ودينها، وكانت مقالاتها تحمل أفكار الأفغاني، وأسلوب محمد عبده.
وفي باريس اشتبك الأفغاني في جدل علمي ديني مع الفيلسوف «رينان»، وقد لفت إليه أنظار المفكرين الإنجليز والأمريكان والمستشرقين، فكتبوا عنه وألقوا محاضرات عن آرائه وتعاليمه وشخصيته، ولم تستطع جريدة العروة الوثقى أن تستمر في الصدور. •••
وذهب محمد عبده إلى بيروت، وكان شاه إيران قد اتصل بالأفغاني، وأقنعه بالعودة إلى إيران فعاد إليها، ثم ما لبث أن تركها وسافر إلى روسيا، وأقام بها ثلاث سنوات، وقد سأله القيصر عن سر خلافه مع الشاه فقال: لأني أرى أن يكون الحكم شورى، أما هو فيرى غير ذلك!
قال القيصر: الحق مع الشاه؛ إذ كيف يرضى ملك أن يتحكم فيه فلاحو مملكته؟
قال جمال الدين: أعتقد يا جلالة القيصر أنه خير للملك، أن تكون ملايين رعيته أصدقاءه، من أن يكونوا أعداء يترقبون له الفرص.
وغضب القيصر ونهض واقفا إيذانا بانتهاء المقابلة! •••
وكان قد سافر إلى ألمانيا في طريقه إلى باريس، وتقابل مع ناصر الدين شاه إيران، واعتذر له الشاه، ووعده بتنفيذ تعاليمه الإصلاحية، وعرض عليه العودة إلى طهران.
ولما وصل إلى طهران، لقي حفاوة كبيرة من الشعب ورعاية من الشاه، ولكن الصدر الأعظم نبه الشاه إلى خطورة ما يدعو إليه جمال الدين، وبغتة أمر الشاه بالقبض على الأفغاني، فأسرع الأفغاني واحتمى في مقام سيدنا «عبد العظيم»، وهو مقام يقدسه أهل فارس، ولكن الشاه أرسل إليه خمسمائة جندي مسلحين، وانتزعوه من المقام المقدس.
Bog aan la aqoon