Hogaamiyeyaal iyo Fannaaniin
زعماء وفنانون وأدباء
Noocyada
وفهمت منه أنه يريد أن يقضي معي أكثر فترة من الوقت، إلى أن يجيء موعد صلاة الفجر، فيؤدي الصلاة في سيدنا الحسين، ومن هناك يبحث عن سكن أحد أقربائه لينزل ضيفا عليه، وسألته لماذا لا يبحث عن سكن قريبه هذا منذ الآن، فقال: الصباح رباح، والنهار له عيون!
وقلت له: لماذا لا تذهب إلى فندق نوم، وحالتك تسمح بهذا والحمد لله؟
فضحك وقال: بعدما شبنا عاوزنا ننام في اللوكاندات والعياذ بالله! اللى ما عملناها واحنا شباب!
وعدت فمثلت دور النائم، فقال لي: أنت عامل نايم؟!
وقلت له: دانا عامل صاحي، أنا نايم فعلا!
ولما غادر البيت، لزمت غرفتي، وحاولت أن أنام، ولكن أحاديث الرجل وزيارته الكريمة، أطارت النوم من جفني، وظللت أقرأ حتى الصباح، وهكذا لم أستطع أن أمنح نفسي إجازة يوما واحدا، لا من الناس ولا من الأرق!
لغة الأغاني
سمعت للأستاذ الدكتور طه حسين حديثا في الراديو عن الشاعر المصري إسماعيل صبري، وقد أشار إلى ما في شعر صبري من رقة وعذوبة وجمال، وتمنى لو أن الملحنين المصريين التفتوا إلى هذا الشعر، وجعلوا منه مقطوعات غنائية، تحل محل السخف الذي نسمعه كثيرا أو قليلا في هذه الأيام!
وليس الدكتور طه وحده بالثائر الوحيد على لغة الأغاني، فكثيرون ثائرون على هذه اللغة، وهم يرمونها بالتبذل والإسفاف، وأحب - إنصافا للتاريخ - أن أقول في غير تحفظ، إن لغة الأغاني اليوم، أرقى وأسمى من لغة أغاني الأمس، بل يمكن أن يقال إن الأغنية الشعبية بلغت من حيث الصناعة الفنية والمضمون وطريقة نقاوة الموضوع، ما لم يبلغه الشعر الفصيح في أزهى عصوره، وأنا أطالب الدكتور طه وجميع الثائرين على لغة الأغاني، أن يتابعوا تطور الأغنية المصرية وكيف كانت تتضمن مثلا: «شفتي بتاكلني أنا في عرضك»، و«ميلتي بختي في الحب يا أختي »، و «قدك أمير الأغصان» إلى غير ذلك من عبارات سقيمة تافهة.
كانت هذه لغة أغانينا بالأمس، ولقد تطورت الأغاني حتى صارت مقطوعات شعرية، ترسم صورا فنية كاملة، تمتاز بالجمال والعذوبة والوضوح.
Bog aan la aqoon