450

ما عليه الإنسان من شأنه وحاله.

( والذين من قبلهم ) عطف على آل فرعون. وقيل : كلام مستأنف. ( كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم ) حال بإضمار «قد». أو استئناف مفسر ذاتهم وحالهم ، كأنه جواب لمن يسأل عن حالهم. أو خبر إن ابتدأت ب ( الذين من قبلهم ).

( والله شديد العقاب ) تهويل للمؤاخذة ، وزيادة تخويف للكفرة.

( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ) قيل : خطاب لمشركي مكة ، فإنهم غلبوا يوم بدر. وقيل : هم اليهود جمعهم رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم بعد وقعة بدر في سوق بني قينقاع ، فقال : يا معشر اليهود احذروا ما نزل بقريش ، وأسلموا قبل أن ينزل بكم مثل ما نزل بهم ، فقد عرفتم أني نبي مرسل ، فقالوا : لا يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا (1) لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة ، ولئن قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ، فنزلت. وقد صدق الله وعده لهم بقتل قريظة ، وإجلاء بني النضير ، وفتح خيبر ، وضرب الجزية على من عداهم ، وهو من دلائل النبوة. والمعنى : ستصيرون مغلوبين في الدنيا ، وتحشرون إلى جهنم في الآخرة.

وقرأ حمزة والكسائي بالياء فيهما ، على أن الأمر بأن يحكي النبي لهم ما أخبره به من وعيدهم بلفظه ، فهو مثل قوله : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) (2) أي : قل لهم قولي : سيغلبون.

( وبئس المهاد ) تمام ما يقال لهم أو استئناف ، وتقديره : بئس المهاد جهنم ، أو ما يمهدونه لأنفسهم.

( قد كان لكم آية ) الخطاب لقريش أو لليهود. وقيل : للمؤمنين. ( في فئتين التقتا ) يوم بدر ( فئة ) أي : فرقة ( تقاتل في سبيل الله ) أي : في دينه وطاعته ، وهم الرسول وأصحابه ( وأخرى ) وفرقة أخرى ( كافرة ) وهم مشركو مكة

Bogga 455