414

خيرا من الدخول فيه بقوله : ( ثم استقاموا ) (1).

( لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) عدم دخول الفاء وقد تضمن ما أسند إليه معنى الشرط إيهام بأنهم أهل لذلك وإن لم يفعلوا ، فكيف بهم إذا فعلوا؟!

( قول معروف ) رد جميل ( ومغفرة ) وتجاوز عن السائل إذا وجد منه ما يثقل على المسؤول ، أو نيل مغفرة من الله بسبب الرد الجميل ، أو عفو من جهة السائل ، لأنه إذا رده ردا جميلا عذره ( خير من صدقة يتبعها أذى ) خبر عنهما ، وإنما صح الابتداء بالنكرة لاختصاصها بالصفة. ( والله غني ) عن الإنفاق بمن وإيذاء ( حليم ) عن معاجلة من يمن ويؤذي بالعقوبة. وفيه نوع من الوعيد.

ثم أكد سبحانه ما قدمه بما ضرب من الأمثال ، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم ) لا تحبطوا أجرها ( بالمن والأذى ) بكل واحد منهما ( كالذي ) كإبطال المنافق الذي ( ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر ) لا يريد بإنفاقه رضا الله وثواب الآخرة ، أو مماثلين الذي ينفق رئاء الناس. والكاف في محل النصب على المصدر أو الحال. و «رئاء» نصب على المفعول له أو الحال ، بمعنى : مرائيا ، أو المصدر ، أي : إنفاقا رئاء.

( فمثله ) مثل المرائي في إنفاقه ( كمثل صفوان ) كمثل حجر أملس ( عليه تراب فأصابه وابل ) مطر عظيم القطر ( فتركه صلدا ) أملس نقيا من التراب الذي كان عليه ( لا يقدرون على شيء مما كسبوا ) أي : لا ينتفعون بما فعلوا رئاء ، ولا يجدون ثوابه ، كما لا ينتفع أحد بالتراب الذي أذهبه المطر من الحجر الصلد ولا يجده. وضمير ( لا يقدرون ) للذي ينفق ، باعتبار المعنى ، لأن المراد به الجنس أو الفريق.

Bogga 419