276

أصله : وما يخرجون ، فعدل إلى هذه العبارة للمبالغة في الخلود ، والإقناط عن الخلوص والرجوع إلى الدنيا. وفي «هم» دلالة على قوة أمرهم فيما أسند إليهم لا على الاختصاص.

( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (168) إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (169))

ولما قدم سبحانه ذكر التوحيد وأهله ، والشرك وأهله ، أتبع ذلك بذكر ما تتابع منه سبحانه على الفريقين من النعم والإحسان ، ليجعلوها وسيلة إلى شكر منعمها الحقيقي ، وينقادوا لأمره ، وينتهوا عن اتباع الشيطان ، لما في ذلك من الجحود لنعمه والكفران ، فقال خطابا عاما لجميع المكلفين من بني آدم : ( يا أيها الناس كلوا ) لفظه لفظ الأمر ومعناه الإباحة ( مما في الأرض حلالا ). عن ابن عباس : أنها نزلت في قوم حرموا على أنفسهم رفيع الملابس ولذيذ المطاعم. و «حلالا» مفعول «كلوا» أو صفة مصدر محذوف ، أو حال «مما في الأرض». و «من» للتبعيض ، لأن كل ما في الأرض غير مأكول «طيبا» طاهرا من كل شبهة. وقيل : الطيب هو الحلال ، فجمع بينهما لاختلاف اللفظين تأكيدا. وقيل : معناه تستطيبونه وتستلذونه في العاجل والآجل.

( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) يقال : اتبع خطواته ، ووطئ على عقبه ، أي : اقتدى به واستن بسنته. فالمعنى : لا تقتدوا به في اتباع الهوى ، فتحرموا الحلال وتحللوا الحرام.

Bogga 281