247

( ونحن له مخلصون ) موحدون نخلصه بالإيمان والطاعة دونكم. خلاصة المعني : أن كرامة النبوة إما تفضل من الله على من يشاء ، والكل فيه سواء ، وإما إفاضة حق على المستعدين لها بالمواظبة على الطاعة والتحلي بالإخلاص ، فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه لكرامته بالنبوة. وهذا كالتبكيت والإلزام لهم.

( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى ) «أم» منقطعة ، والهمزة للإنكار. وعلى قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص بالتاء يحتمل أن تكون معادلة للهمزة في «أتحاجوننا» ، فتكون متصلة ، بمعني : أي الأمرين تأتون : المحاجة ، أو ادعاء اليهودية أو النصرانية على الأنبياء؟ وعلى القراءة الأولى لا تكون إلا منقطعة.

ثم وبخهم الله تعالى بقوله : ( قل أأنتم أعلم أم الله ) وقد نفى الأمرين عن إبراهيم بقوله : ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ) (1)، واحتج عليه بقوله : ( وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ). وهؤلاء المعطوفون على إبراهيم أتباعه في الدين وفاقا.

( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) يعني : شهادة الله لإبراهيم بالحنيفية ، والبراءة عن اليهودية والنصرانية. والمعنى : لا أحد أظلم من أهل الكتاب ، لأنهم كتموا هذه الشهادة ، أو : منا لو كتمنا هذه الشهادة. وفيه تعريض بكتمانهم شهادة الله تعالى لمحمد بالنبوة في كتبهم وغيرها. و «من» للابتداء كما في قوله : ( براءة من الله ) (2)، وكما في قولك : هذه شهادة مني لفلان.

( وما الله بغافل عما تعملون ) وعيد لهم. وقرئ بالتاء ، أي : لا يخفى على

Bogga 252