219

( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124))

وبعد ذكر قصة أهل الكتاب بين ملة إبراهيم على نبينا و عليه السلام ، وخصاله الحميدة ، وخلاله المرضية ، ليتأسوا به في الإسلام وقواعده ، فإنهم كانوا يعتقدون به ويعظمونه ، فقال : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) كلفه بأوامر ونواهي. والابتلاء في الأصل التكليف بالأمر الشاق ، من البلاء ، لكنه لما استلزم الاختبار بالنسبة إلى من يجهل العواقب ظن ترادفهما. والضمير لإبراهيم ، وحسن لتقدمه لفظا وإن تأخر رتبة ، لأن الشرط أحد التقدمين.

والكلمات قد تطلق على المعاني ، فلذلك فسرت بالخصال الثلاثين المحمودة : عشر في براءة ( التائبون العابدون ) (1) وعشر في الأحزاب ( إن المسلمين والمسلمات ) (2) إلى آخر الآيتين ، وعشر في المؤمنين (3)، و ( سأل سائل ) (4) إلى قوله : ( والذين هم على صلاتهم يحافظون ).

وبالعشر (5) التي هي من سننه ، خمس في الرأس : الفرق ، وقص الشارب ، والسواك ، والمضمضة ، والاستنشاق. وخمس في البدن : الختان ، والاستحداد (6) ، والاستنجاء ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط. وبمناسك (7) الحج ، وبالكواكب ،

Bogga 224