Subagga Fikirka ee Taariikhda Hijrada
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Noocyada
واجتمعنا بابي يعقوب المريني واوصلنا اليه المماليك والهدايا والتتار المسيرين اليه فوسع لنا في العطاء والاكرام وارسلنا إلى فاس فتفرجنا فيها وفي اعمال مراكش واقمنا بمدينة فاس اربعة عشر شهرا ننتظر اذنه لنا بالعودة فبينما نحن على ذلك اذ جاءنا خبر وفاته وقيام ايي ثابت ابن ابنه مقامه فخرجنا من فاس وصحبنا منها ركب عظيم كانوا قد تجهزوا لقصد الحج من تجار واعيان وطبقات الناس واستصحبنا معنا ما جهزناه من الهدايا وما معنا من الموجود الذى لنا فلما سرنا صادفنا أبا ثابت وهو ساير نحو فاس فاجتمعنا به وتجهزنا من عنده وارسل برسم الابواب الشريفة خيلا وبغالا وجمالا سبع ماية ولما وصلنا تلمسان وجدنا صاحبها محمد بن عثمان بن يغمراسن قد مات وجلس بعده اخ له اسمه ابو حمو فلم نجد منه اكراما ولا اهتماما واولانا غلظة واحجاما و كانت الاعراب قد احتاجت ببلاد الغرب منذ قتل المريني فسالنا ابن يغمراسن المذكور أن يجهز معنا من يوصلنا إلى حد بلاده فلم يعبأ بنا فكررنا عليه السؤال حتى جهز معنا ثلثة اشخاص من العرب لا يغنون غناء ولا يدفعون عناء فسرنا بالرغم وتزود الغم نتوقع الايقاع ولا نهتدي في تلك البقاع وسارت صحبتنا الركبان الى ان تجاوزنا تلمسان فما تعيناها الا قليلا ولا بعدنا عنها الا ميلا حتى خرجت علينا طوائف من العربان كالجراد الناشر والسيل الجارف من عرب صين وغيرهم فاحاطوا بالركب من كل جانب واحدقوا به احداق الأطواق بالتراتيب على موضع يقال له المدية فتمكنت هنالكم الاذية ووضعوا ايديهم في الرجال والنسوان والرحال والركبان فقاتلناهم ما استطعنا ودافعناهم حتى اندفعنا ونفد ما في الجعاب من السهام وكاد يدركنا الظلام فاعبينا من الكفاح وجلاد الصفاح وتمزق ذلك الركب بين مقتول ومنهوب ومطروح ومسلوب وحوت العربان كلما كان معنا ومعهم من الأموال والخيل والبغال والدواب والجمال والكسي والنفقات وتركونا في تلك الصحراء منبوذين بالعراء قد اشفينا من الظمأ وليس فينا من و يهتدى الى الماء فقصدنا شخصا نازلا بالقرب من تلك الأرض اسمه أبو بكر بن زعلي فسرنا دون ثلثة ايام حتى اشرفنا عليه ودخلنا اليه فاقمنا في مثواه ريثما استرجعنا رمقا قليلا وارتدنا لنا دليلا ثم سرنا من عنده فوصلنا بجاية على غاية من الانتار والادبار والمشقة والبوار وبها الأمير خالد المومني فتلقانا واكرم مثوانا وانزلنا وجهزنا وزودنا و كسانا اثوابا وسرحنا فلما بلغنا تونس وجدنا بها ابا عبدالله المومني فجهز معنا ادلا أوصلونا الى طرابلس الغرب فوصلناها وبها الشيخ ابو يحيى زكريا اللحياني ابن عمه فسار صحبتنا الى الديار المصرية مظهرا أنه يقصد الحج وكان ذلك لسبب جرى بينه وبين ابن عمه صاحب تونس اوجب له النفور .
بدر الدين امير شكار إلى الرسل إلى مكان يقال له شوسة وقد حصلوا في حدود الارض المانوسة وعاد صحبتهم بمن معه من الاجناد فكانت اقامة التليلي ورفيقه في هذه السفرة ثلث سنين وثلثة اشهر .
ذكر وفاة صاحب تونس ومن جلس بعده
Bogga 412