Subagga Fikirka ee Taariikhda Hijrada
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Noocyada
عنوة ودخلوها غدوة في العشرين من المحرم من هذه السنة فبذلوا في أهلها المناصل وأوردوهم من حياض الموت أمر المناهل وأكثروا الأيام واليتامى والأرامل ولم يرحموا شيخا كبيرا ولا طفلا صغيرا وأخذ المستعصم بالله أسيرا وأحضر الى هولاكو فأمر بأن يجعل في عدل ويداس بالأرجل حتى يموت ففعل به ذلك فانتقل إلى دار النعيم وفاز بالشهادة والخلد المقيم وهذه عادة التتار أن لا يسفكوا دماء الملوك والأكابر ثم سبوا كل من حواه قصره من نسائه وبناته وانتهكوا ذلك الحرم وأحرقوا حرمة الآدر والحرم واحتووا على الجواري والخدم واستولى العدو على ذخائر الخلافة وخزائنها وأموالها وجواهرها ونهب مدينة بغداد وما حوته من الأموال العظيمة والجواهر اليتيمة والأمتعة الجليلة ما يتجاوز الاحصاء ويتعدى الاستقصاء فان مدينة بغداد دار السلام وحرم الاسلام ومحل أمير المؤمنين ومحط رحال المسلمين وواسطة الأمصار ومظنة التجار وبها جمهرة الاسلام وذوو العلوم والاعلام وأرباب الصناعات وأولو التجارات وقد جمعت من الطوائف والجموع وامتلأت بهم المحال والربوع فأخذتهم القواضب وافترستهم أنياب النوائب فكانت هذه الواقعة من أمير الوقائع وهذه الفاجعة من أشد الفجائع ولله الأمر من قبل ومن بعد وله على كل حالة مزيد الحمد.
المدعو المبارك أخذه هولاكو معه وكان من قتل ببغداد من العساكر والرعايا والخواص والعوام ينيف على ألفي ألف وثلاثمائة ألف وثلاثين ألف نفس وكانت خلافة: المستعصم بالله ست عشرة سنة وشهورا وانقضت الخلافة ببغداد وزالت الامامة من تلك
وأصبحت بغداد أطلالا داثرة كما قيل:
Bogga 38