Subagga Fikirka ee Taariikhda Hijrada
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Noocyada
الأمراء الظاهرية قد أزمعوا الغدر به والوثوب عليه فأحضرهم اليه وعتفهم وعتبهم واتفق وصول كتب من عكا بالفرنجي من جهة من كان له فيها من المناصحين مضمونها أن تحترز على نفسك فان عندك جماعة من الأمراء قد اتفقوا عليك ليقتلوك وقد كاتبوا الفرن وقالوا لهم لا تصالحوه ولو أعطاكم ما أعطاكم فقد طبخنا له الفدرد وغلت وما بقي الأمر يبطئ فلما بلغه هذا الخبر عزم على العمل بالحزم والأمر اجزم واحسن الأمراء المذكورون بذلك فاضطربوا وعزموا على أنهم يركبون في الليل ويأتون الى الدهليز باتفاق بينهم وبين بعض الظاهرية الجوانية فاذا قربوا من الدهليز يقطعون أطنابه ويفعلون ما اتفقوا عليه فان ظفروا بأمل والا ركبوا حمية واحدة وطلبوا جهة الأمير شمس الدين سنقر الأشقر فثقل الخبر إلى السلطان فسير الى طرقات الشام بأن تحفظ عليهم المسالك من غير أن يعلموا ورتب حول الدهليز جماعة من البحرية الصالحية واتفق مع الأمراء الأكابر على التحرز الى أن يحصل الدخول الى دمشق والتمكن منهم وفعل ما يجب فعله و ثم رحل من الروحاء ونزل اللجون فجاءه الخبر بأنهم أحسوا بتيقظه وكان بينه وبينهم نهر الشريعة ومتى قطعت لا يلحق هاربهم ولا يدركهم طالبهم وربما توجه بعضهم إلى الكرك وبعض الى سنقر الاشقر فركب من اللجون طالبا حمراء بيسان وساق بينهم يومه ذلك يطارحهم الحديث ويلاطفهم ويخادعهم إلى أن وصل الحمراء فلم يشعروا الا وهم قبالة الدهليز فرسم بأن يتزلوا ليشربوا سويق فانه كان يوما شديد الحر فنزلوا وشربوا السويق فدعا كوندك وايدغمش الحكيمي وبيبرس الرشيدي وساطلمش السلحدار الظاهري وقال لهم وأنتم تعلمون أنني ما طلبت الملك ولا قصدته ولا رغبت فيه وانما انتم لما خامرتم علي ابن استاذكم وخرجتم الى وأنا داخل من سيس وأمسكتم ذيلي وقلتم نطلب حسبك فسيرت أشفع فيكم فلم يقبل شفاعتي فوافقت هواكم وسبلت روحي وأولادي ومالي لأجلكم وعلم الله نيتي فأعطاني ما أعطاني فاحسنت اليكم وزدتكم وبذلت لكم الأموال وأخر الأمر تكاتبون الفرن على قتلي، فقالوا وأخطأنا وقد فعلنا كلما بلغ السلطان عتاه فقال يا أمراء اعلموا بما أقروا به وأمر بامساكهم في وسط الخيمة فأمسكوا وسير الى الخيم فأمسك كل من كان موافقا اللهم من البرانتين والمماليك الجوانيين وكانوا ثلاثة وثلاثين نفرا وخاف جماعة فهربوا فساق العسكر خلفهم فأحضروا بعضهم من جبال بعلبك وبعضا من ناحية صرخد ولم يستقر السلطان بحمراء بيسان غير تلك الليلة وعبر الشريعة وأما كوندك وايدغمش الحكيمي وبيبرس الرشيدي وساطليش الظاهرى فانهم أعدموا وأما باقي الممسوكين اعتقلوا بقلعة دمشق.
الدين كراي وأولاده وجماعة من البحرية الظاهرية والتتار الواقدية فانهم توجهوا الى صهيون ولحقوا بالأمير شمس الدين سنقر الأشقر وجود السلطان خلفهم عسكرا صحبة الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى أمير سلاح والأمير ركن الدين بيبرس طقصو فلم بدر كوهم ورحل السلطان إلى دمشق فتلقته العساكر الشامية وينت له المدينة وشرع في استجلاب القلوب والتجاوز عن الذنوب وأخرج الخزائن وأنفق في العساكر وأخذ باحسانه الخواطر فسكن الله كل نار.
ذكر الاتفاق المنتظم بين السلطان وبين سنقر الأشقر
Bogga 193