والإتقان في علوم القرآن، وتصانيفه فى كل فنٍّ من الفنون مقبولة قد سارت فى الأقطار مسير النهار.
ولكنه لم يَسلم مِن حاسدٍ لفضله وجاحدٍ لمناقبه، وقد عرَّفناك فى ترجمة ابن تيمية أنها جرت عادة الله سبحانه -كما يدلُّ عليه الاستقراء- برفع شأن مَن عُودي لسبب علمه وتصريحه بالحق، وانتشار محاسنه بعد موته وارتفاع ذِكره، وانتفاع الناس بعلمه.
وهكذا كان أمر صاحب الترجمة، فإن مؤلفاته انتشرت فى الأقطار وسارت بها الركبان إلى الأنجاد والأغوار، ورفع اللهُ له مِن الذِّكر الحسن والثناء الجميل ما لم يكن لأحدٍ مِن معاصريه، والعاقبة للمتقين.
وكان موت صاحب الترجمة بعد أذان الفجر المسفِر صباحُه عن يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة (٩١١) إحدى عشرة وتسعمائة.
انتهى ملخّصًا من كلام الشوكاني ﵀.
رحم اللهُ الحافظَ السيوطي وأسكنه فسيح جنّاته.
1 / 8