بسم الله الرحمن الرحيم عونك اللهم الحمد لله الذي قسم الأذهان فأكثر وأقل، وصلواته على محمد أشرف نبي أرشد ودل، وعلى أصحابه وأتباعه ما أطل سحاب فطل وبل. أما بعد؛ فلما كانت النفس تمل من الجد، لم يكن بأس بإطلاقها في مزح ترتاح به. ١ - كان الزهري يقول: هاتوا من أشعاركم، هاتوا من طرفكم، أفيضوا في بعض ما يخف عليكم وتأنس به طباعكم. ٢ - وقد كان شعبة يحدث الناس، فإذا تلمح أبا زيد النحوي في أخريات الناس، قال: يا أبا زيد! (استعجمت دار نعم ما تكلمنا ... والدار لو كلمتنا ذات أخبار)

1 / 39

٣ - وقال حماد بن سلمة: لا يحب الملح إلا ذكران الرجال، ولا يكرهها إلا مؤنثوهم. ٤ - عن بكر بن عبد الله المزني، قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا الرجال. ٥ - قال قبيصة: كان سفيان مزاحا، ولقد كنت أجيء إليه مع القوم فأتأخر خلفهم مخافة أن يحيرني بمزاحه. ٦ - قال سفيان بن عيينة: أتينا مرة مسعر بن كدام، فوجدناه يصلي، فأطال الصلاة جدا، ثم التفت إلينا متبسما، فأنشدنا: (ألا تلك عزة قد أقبلت ... ترفع نحوي طرفا غضيضا) (تقول: مرضنا فما عدتنا ... وكيف يعود مريض مريضا) قال: فقلت: رحمك الله، بعد هذه الصلاة هذا ﴿قال: نعم﴾ مرة هكذا ومرة هكذا. ٧ - قلت: وقد بلغني عن جماعة من الفطناء والظرفاء حكايات تدل على قوة فهومهم، فسماعها يشحذ الذهن، وينبه الفهم، فأحببت أن أذكر منها طرفا.

1 / 40

٨ - وبلغني عن جماعة من المجون ما يتفرج فيه. ومعنى المجون: صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى آخر، وذلك يدل على قوة الفطنة. فكتبت من ذلك في هذا الكتاب طرفا. وقد قسمته ثلاثة أبواب: الباب الأول: فيما ذكر عن الرجال. الباب الثاني: فيما ذكر عن النساء. الباب الثالث: فيما ذكر عن الصبيان. والله الموفق.

1 / 41

(الباب الأول) فيما ذكر عن الرجال قد قسمت هذا إلى خمسة أقسام: أحدها: ما يروى من ذلك عن الأنبياء ﵈. والثاني: ما يروى عن الصحابة. والثالث: ما يروى عن العلماء والحكماء. والرابع: ما ما يروى عن العرب. والخامس: ما يروى عن العوام.

1 / 46

(القسم الأول) فيما يروى عن الأنبياء ﵈ ٢٢ - عن محمد بن كعب القرظيّ، قال: جاء رجل إلى سليمان النبي [ﷺ]، فقال: يا نبي الله ﴿إن لي جيرانًا يسرقون إوزّي، فنادى: الصلاة جامعة؛ ثمّ خطبهم، فقال في خطبته: واحدكم يسرق إوزّة جاره، ثمّ يدخل المسجد والرّيش على رأسه﴾ فمسح رجلٌ رأسه، فقال سليمان: خذوه، فإنّه صاحبكم. ٢٣ - قلت: وذكروا في الإسرائيليات أنّ الهدهد جاء إلى سليمان، فقال: أريد أن تكون في ضيافتي، فقال سليمان: أنا وحدي؟ فقال: لا ﴿بل أنت والعسكر، في يوم كذا، على جزيرة كذا؛ فلمّا كان ذلك اليوم، جاء سليمان وعسكره، فطار الهدهد، فصاد جرادةً، فخنقها، ورمى بها في البحر، وقال: كلوا، فمن لم ينل من اللّحم نال من المرقة؛ فضحك سليمان من ذلك وجنوده حولًا كاملًا. ٢٤ - عن أبي هريرة، قال: قال رجل: يا رسول الله﴾ إن لي جارًا يؤذيني، فقال: " انطلق، فأخرج متاعك إلى الطريق " فأنطلق، فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه، فقالوا: ما شأنك؟ فقال: لي جارٌ يؤذيني، فذكرت ذلك للنبي [ﷺ]، فقال: " انطلق! فأخرج متاعك إلى

1 / 47

Usul - Qalabka Cilmi-baarista ee Qoraalada Islaamka

Usul.ai waxa uu u adeegaa in ka badan 8,000 qoraal oo Islaami ah oo ka socda corpus-ka OpenITI. Hadafkayagu waa inaan fududeyno akhrinta, raadinta, iyo cilmi-baarista qoraalada dhaqameed. Ku qor hoos si aad u hesho warbixinno bille ah oo ku saabsan shaqadayada.

© 2024 Hay'adda Usul.ai. Dhammaan xuquuqaha waa la ilaaliyay.