Zir Salim Abu Leyla Muhalhal

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
181

Zir Salim Abu Leyla Muhalhal

الزير سالم: أبو ليلى المهلهل

Noocyada

ديدان، أحرام، جد، ذو الشرى، صالح.»

فحكايات ومأثورات الحيوان والطيور الطوطمية يرى البعض أنها أكثر قدما من الأساطير، وأنها ترجع إلى مراحل التوحش والطوطمية، فهي حكايات أقرب إلى التعليمية أو الشرح والتفسير، كما أنها حكايات ملخصة غاية في الدقة من حيث التصميم والتخليص، لها مغزاها أو حكمتها ودقة ملاحظتها بالنسبة للطبيعة وغموضها ومخلوقاتها، وكذلك بالنسبة لحكمة الإنسان البدائي وفلسفته بإزاء قدرات الحيوانات والطيور والزواحف والهوام والنباتات التي حرم منها الإنسان بعجزه عن الطيران، والغوص في الماء وتغيير الجلد، والصوت العالي أو النباح كالكلب، وقوى الحيوانات الوحشية والبهيمية وهكذا .

ويحتفي دارسو الفولكلور بحكايات الحيوانات والطيور والنباتات والزواحف احتفاء خاصا، هذا على الرغم من إيجازها الشديد، بل وواقعيتها الشارحة المحددة، وهناك من يرى أن حكايات الحيوان هي بداية الأساطير وأنها أكثر قدما وبدائية منها؛ إذ إنها كانت وعاء لشرح وتقديم الأفكار والمعتقدات، أي إن أكثر هذه المعتقدات كان يتجسد في شكل حيوان وطيور، فالإله زيوس كان نسرا، والإلهة أثينا كانت بومة، وهيرا كانت بقرة، والإله النوردي ثور كان طائر جنة صغيرا، والإله تير كان ذئبا، مثله في هذا مثل الإله الروماني مارس وضريبه السليثي ديباتر.

كما أن هنا شبه إجماع من جانب دراسي الفولكلور على أن قصص الحيوان الشارحة أسبق من الخرافات.

وقصص الحيوان الشارحة هي تلك القصص التي فسر بمقتضاها الأقدمون الفرق بين حيوان وآخر، بين طبيعة ولون وخصائص الذئب عن الحمل، ولون الحمامة الأبيض المخالف للون الغراب الأسود، وكذلك التفسيرات الغيبية التي فسر بها البدائيون السبب أو السر في بريق عيون القطط في الظلام، واستطالة أذنا الأرنب والحمار، واختفاء الخفافيش عن العيون نهارا هربا من الدائنين، وغوص الطائر البحري إلى أعماق الماء بحثا عن الأشياء الغارقة، وكذا تسبيح الكروان، ودعاء الحمامة بالعماء على من سرق بيضها، ونهيق الحمار،

4

مثل نهيق حمار الزير سالم حين تركه على باب بئر سبع، ونزل ليملأ كوزا من البئر الذي أيقظ أسدا نائما، فالتهم حمار الزير، الذي واصل - بدوره - الانتقام من سباع بئر سبع الفلسطينية.

وفي واحدة من الحكايات السودانية - التي موطنها النيل الأبيض - تكشف لنا الحكاية كيف أن الدنكا لا يضربون الكلاب اعتقادا منهم في أن الكلب هو أول من جاء بالنار لقبيلة الدنكا، فلقد «عاش الدنكا حقبة طويلة لا يعرفون النار، وكان الرجل منهم إذا صاد سمكة قطعها ووضعها في ماعون وتركه تحت وهج الشمس.»

وفي حكاية شارحة أخرى من الشلوك عن البقرة والكلب، موجزها أن البقرة خلقت في السماء، ووقعت على الأرض فتكسرت أسنانها، ولما رآها الكلب أغرق في الضحك حتى انفتق شدقاه وبلغا أذنيه، وظل على هذا الحال إلى اليوم.

فما من حيوان أو طائر أو نبات لم تصاحبه مجموعة مأثورات وحكايات تحدد أوصافه وأخص معالمه، وتحيطه بتفسير عصور ما قبل العلم في الحكايات العربية السامية بخاصة.

Bog aan la aqoon