Zir Salim Abu Leyla Muhalhal

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
179

Zir Salim Abu Leyla Muhalhal

الزير سالم: أبو ليلى المهلهل

Noocyada

لعبت يا سوس في الصندل وخشب الزان،

وبحت بالسر يا سوس وخليت المخبي يبان.

كما أنه ما أكثر الطواطم النباتية في منطقتنا العربية، من نخل وجميز وعوسج ويقطين أو قرع، والأخير كان النبات الطوطمي المقدس للنبي يونس، حين نبتت عليه شجرة قرع وتبنته إلى أن كبر بعد أن أمضى عقابه داخل بطن الحوت، إلى أن لفظه على الشاطئ «كالطفل المنفوث» أو حديث الولادة.

وقد يرد تساؤل على النحو التالي: لماذا الحيوان أو النبات وارتباطهما بالدين الطوطمي؟ والإجابة: إنهما - أي الحيوان والنبات - يمدان الإنسان بطعامه، والاحتياج للطعام يستوجب المكان أو الحما أو الوطن، وهذا هو ما يتطلب الحماية والأمن، بالإضافة لعديد من الاحتياجات والتعاطفات الأخرى، وهذا بدوره أفضى إلى التحالفات العشائرية القبائلية لاتحاد مجموعة من الطواطم حيوانية ونباتية تنتهي في الشعار الأهم للقبيلة أو مجموع العشائر من زاحفة ومهاجرة ومغيرة، مثلما هو الحال في معظم سيرنا وملاحمنا العربية التي عادة ما تكون مهاجرة ومغيرة.

وخلاصة القول: إن الحيوان والنبات يشكلان رابطة أو علاقة بين الإنسان البدائي والطبيعة؛ لذا تحفل حكايات ومأثورات الحيوان والنبات الطوطمية بأخص خصائص الحيوان أو الأشجار أو الزواحف المقدسة، ولعل الحكاية أو المأثور الأمثل المصاحب لتسمية كليب أو الكلبيين أو قبائل بني كلب المتفرقة في الجنوب العربي والشام والأردن وفلسطين والمصاحبة لمأثورات كلبه أو جروه، ونباحه الذي كان يحدد حماه المنيع أينما نزل كليب أرضا أو كلأ.

فكانت القبيلة وأسلافها والأرض التي تعيش عليها وما يتحكم فيها من عوامل مناخية واجتماعية وحدة تنحدر من الطوطم السلف الأب، سواء أكان حية أو نعامة أو حمامة أو كلبا أو جملا أو جرادا أو ديدانا أو بيضة أو حوتا.

على هذا اختلقت كل قبيلة أساطيرها، ووحدت - بالتالي - بين الطوطم والخالق؛ مثل: كوزلولوجي أو أسطورة الخلق عند الرشيين القائلين بفكرة الرحم الخالق (ويمكن ملاحظة العلاقة اللغوية الاشتقاقية بين ذلك الرحم الخالق، وبين الرحمة والرحمان والرحيم والراحم والمرحوم ... إلخ).

وهم الذين زعموا «أن في جوف الماء الريح وفي الريح الرحم، وفي الرحم المشيمة، وفي المشيمة بيضة، وفي البيضة الماء الحي، وفي الماء الحي ابن الأحياء العظيمة، الذي ارتفع إلى العلو فخلق البريات والأشياء والسموات والأرض الآلهة.»

وكذلك أساطير خلق المغتسلة سكان البطائح والكشطين والمتسطورين والصامية والغولية والآدمية أو الآدوميين الذين منهم اشتق اسم آدم أبو البشر، أما القريشيين فكان طوطمهم الحوت.

ويرى رفائيل بتاي أن العبريين استعاروا أفكارهم عن الحيتان والحيوانات البهيمية ذات الجثث الهائلة من العرب الأوائل أو البائدة، وهو ما كان يطلق عليه العرب تعفون أو التعفن، ومنها بعل تعفون، وهو ما يشير إلى البهيمية، وصراعات الحيوانات الخارقة الوحشية؛ مثل: الثيران والبقر الوحشي والحيتان.

Bog aan la aqoon