Zir Salim Abu Leyla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Noocyada
على هذا النحو من الخسة يتبدى المهلهل في أدبنا العربي الرسمي كشخصية ميكيافيلية داهية، كثيرا ما يقع في الأسر والإهانة، وما الحرب سوى جزء من جلده الأقرع، بل تفسير النصوص والمأثورات العربية الفصحى الوسطوية تسمية المهلهل بأنه كان أول من «هلهل» الشعر العربي، وهو أبعد ما يكون عن شعره التراجيدي الرصين الذي حرصنا على إيراد معظم نماذجه من هذه الدراسة عنه وعن سيرته.
وهو بالطبع ما يتعارض بالكامل مع اختفاء النصوص الشعبية الفولكلورية بشخصية الزير سالم كبطل شعبي خارق مكتمل الفضائل، بل هو أبدع «أنموذج» للفارس المقاتل المتسق مع ما تهفو إليه وتتمثله بسطاء الناس من مهانين ومضطهدين وواجفين، كما سيطالعنا في سيرته هذه التي حرصت على الحفاظ في سردها على كل سمة وخصيصة موضوعية لذاتها، ترد في مختلف النصوص - الطبعات الشعبية والفصحى - ومأثوراتها وموتيفاتها، وبخاصة الشعر الملحمي والمواويل والمعلقات والمراثي أو البكائيات قدر الجهد.
مع التبصير باستخدامي لمنهج بنائي تطوري، يمكن أن يعفينا مزالق الوقوع في براثن اتجاه بدوره، من أسطوري لتاريخي، لتاريخي جغرافي، لأثنوجرافي للغوي لكوني أو طقسي.
9
ودون عزلة عما أسدته هذه الاتجاهات النظرية لحقول البحث الفولكلوري الأثنوجرافي، ودون عزلة أيضا عن جدلية الربط بين الماضي العربي الطوطمي الآفل ذاك، والذي يتبدى كل التبدي طافحا على الحاضر العربي الماثل، وعلى اعتبار أن «الماضي يفسر الحاضر الذي ما هو سوى صورة متطورة منه» كما يشير آرثر تيلور.
10
فلعل ما يعوزني رصده وتسجيله هو في المقام الأول توصلي المضني إلى التعارض الكبير بين النصوص الفولكلورية للزير سالم، ونظيرتها من مأثورات الأدب العرب على طول تاريخه المغلوط، بما يشير إلى أننا بإزاء اكتشاف أكثر من سيرة أو ملحمة للزير سالم أبو ليلى المهلهل؛ إحداها عربية أدبية كلاسيكية، والثانية شعبية فولكلورية.
ومما يعمق هذا الانقسام والتعارض بالنسبة لشخصية المهلهل أو الزير سالم خاصة والمتبدي واضحا في النصوص الأم
Version
العربي الفصيح والعامي الفولكلوري، هو أولا وقبل كل شيء يجيء من اختلاف موطن وجغرافية هذه السيرة الملحمية الزير سالم - أي مجرى الأحداث ومسرحها - حيث تجري في النصوص العربية الكلاسيكية في مكة وما حولها، وبشكل محدود متقوقع بدوي قبائلي هزيل.
Bog aan la aqoon