292

============================================================

المساءلة. فأحدهما مبشر، والآخر بشير. ويقال لكل قبيح وحش منتن "منكر"، ويقال: فلان منكر الصورة، إذا كان قبيح الصورة وحشا. ويقال: سميت ريحا منكرة، تعني منتنة، وكذلك ريح كريهة، وشيء كريه الطعم مثله. ويقال لكل حسن جميل "بشير" . يقال: رجل بشير الوجه، أي حسن الوجه، والبشارة: الحسن والجمال . وقد ذكرنا ذلك في باب "البشير والنذير" .

ويقال لصنفي من الملائكة "روحانيون" ولصنفي "كروبيون" . والملائكة كلها في الأصل روحانية، ولكن لما ذكر الكروبيون، ذكر معهم الروحانيون(1). وهذا مأخوذ من الروح والكرب. كأن معناه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب.

فالروحانيون إذا ذكروا مع الكروبيين يعني بذلك ملائكة الرحمة والروح، لأن العبد ييستريح إلى ما يورد عليه من الرحمة، وإلى ما يعرفه مما له عند الله، والكافر يجد الغم والكرب مما تورده عليه ملائكة العذاب. فقيل لملائكة الرحمة "روحانيون" ، وقيل لملائكة العذاب "كروبيون".

ويقال للملك الموكل بالنار "مالك"، وللملك الموكل بالجنة "رضوان"، كأن امالك" هو الذي ملك النار كلها، ووكل بعذاب أهلها . قال الله عز وجل (ونادوا يا مالك ليقض علينا ريك) [الزخرف: 77]. وأما رضوان فيقال إنه خازن الجنة، فكأن الله عز وجل وكله بمجازاة(2) من رضي عنه من عباده، فأخذ اسمه من الرضا. وقد ذكر الله عز وجل الملائكة الموكلين بالنار، وذكر أن عددهم تسعة عشر، فقال (لواحة للبشر عليها تسعة عشره [المدثر: 30]. والله أعلم بذلك.

وفي النار ملائكة يقال لهم "الزبانية" . قال الله تعالى سندع الزبانية) [العلق: 19]، وهم الموكلون بعذاب أهل النار(3). واشتق اسمهم من "الزبن"، و"الزبن" الدفع، سموا "زبانية" لأنهم يدفعون أهل النار ويرمونهم فيها. ويقال: زبنه، إذا دفعه برجله . ويقال: ناقة زبون، وهي التي تضرب حالبها برجلها(4).

(1) هكذا في م، وفي غيرها بعض الارتباك.

(2) في م : مجازاة.

(3) العين 374/7 . وقد أضيفت في م في الهامش.

(4) ينظر : العين 374/7، والكنز اللغوي ص 106، وإصلاح المنطق ص 327 .

Bogga 289