============================================================
أقضي الهم: أنفذه وأقطعه.
فالقدر على ما فسره العلماء، وجاءت فيه الأشعار في لغة العرب، هو(1) التقدير، والقضاء هو التفصيل. وسموا القدر "كتابا" على ما قد ذكرناه. قال بعض العلماء: القدر هو الكتاب الذي يمحو الله منه ما يشاء ويثبت، وهو "أم الكتاب" ، كما سماه الله عز وجل، وأم كل شيء هو قصده ومرجعه. فكأن القدر هو التقدير الأول، والقضاء هو فصل الشيء بعد التقدير. ومن أجل ذلك قال رسول اله صلى الله عليه وآله "أفر من قضاء الله إلى قدره"، أي أفر من الشيء قبل أن يقع، فيصير قضاء فصلا، إلى ما قدر ولم يفصل، فإن الله يزيله عني ويغيره ويمحوه، وهو عز وجل قادر على ذلك جل وتعالى.
[44] الدنيا والآخرة قال أبو عبيدة في قول الله عز وجل (والدار الآخرة) [الأعراف: 169]: جعل الآخرة نعتا للدار، ثم قال في يوسف {ولدار الآخرة) [يوسف: 109]، فأضاف الدار إلى الآخرة. قال الفراء: هذا كثير في كلامهم أن يضيفوا الشيء إلى نعته، إذا اختلف فيه اللفظان، كقوله (ولدار الآخرة ، وكقوله (حق اليقين) الواقعة: 95] و(صلاة الأولى) و(بارحة الأولى)، وما أشبه ذلك(2). وقال الكسائي في قوله {إذ أنتم بالعدوة الدنيا [الأنفال: 42]: فيه لغتان؛ العدوة والعدوة. وقرأها الكسائي بالضم، وأبو عمرو بالكسر. قال الكسائي: وكذلك في القصوى لغتان؛ القصوى والقصيا، ولا يجوز في القراءة إلا القصوى. قال: والقصيا فاشية في كلامهم ، يقلبون الواو ياء، كما قالوا : الدنيا والعليا، وهما من ادنوث" و"علوت" . وقال أبو عبيدة: (بالعدوة الدنيا) مكسورة، وبعضهم يضمها، مجازها عداء الوادي: شفيره. والعداء والملطاط: حافتا الوادي(3) . وتجمع الدنيا (1) هو: لم ترد في ب.
(2) الفراء: معاني القرآن 56/2.
(3) أبو عبيدة : مجاز القرآن 246/1.
Bogga 268