252

============================================================

[33 الباعة ومن صفاته عز وجل "الباعث". والباعث في كلام العرب: المثير المنهض.

يقال: بعثت البعير، أي أثرته وأنهضته من مبركه، وكذلك: بعثت الرجل(1)، أي أثرته من مكانه الذي تمكن فيه أو اضطجع فيه . قال الأعشى: [البسيط] مهلا بني فإن المرء يبعثه هم إذا خالط الحيزوم والضلعا( يعني إذا كان في صدره هم، أثاره ذلك الهم للأمر الذي يهتم به. وقال آخر: [المنسرح] الباعث النوح في مآتمه مثل الظباء الأبكار بالجرد الباعث: المثير، والنوح: جماعة النساء في المآتم. وقال آخر: [الطويل] ولا تبعث الأفعى تداور رأسها ودغها إذا ما غيبتها سفاتها(4) أي لا تثر الأفعى من الموضع الذي قد رقدت فيه. وقال عدي: [الطويل] اذا ما رأيت الشر يبعث أهله وقام جناة الغي للغي فاقعد(5) ي بعث أهله، أي يثيرهم.

وقال الله عز وجل (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) [المائدة: 31]، أي أثاره. فقيل لله عز وجل "باعث"، كأنه تبارك وتعالى يبعث الخلائق بعد الموت، اي يثيرهم من القبور، وينهضهم من مضاجعهم. قال الله عز وجل قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) [ياسين: 52]. وقيل ليوم القيامة "يوم البعث"، لأن الخلائق بعثون فيه، أي يثارون من قبورهم وينهضون. قال الله عز وجل هذا يوم البعث (1) في ب: البعير.

(2) ديوان الأعشى ص 106.

(3) ديوان لبيد بن ربيعة العامري ص 162.

(4) ديوان الأعشى ص 32، والصدر فيه : فلا تلمس الأفعى يداك تريدها. والسفاة: التراب.

وينظر في البيت أيضا أشعار الهذليين بشرح السكري ص 223، ونسبه لأبي ذؤيب في قصيدة طويلة.

(5) ديوان عدي بن زيد العبادي ص 107.

246

Bogga 249