============================================================
[20] السبوح(1) ومن صفاته عز وجل "سبوح"، وهو اسم مبني على "فعول" من قولك: سبحان الله. قال ثعلب: سبوح، قدوس، مضموم الأول، وقد يفتح أوله. وكل اسم على وزن "فعول" فأوله مفتوح، إلا هذين الاسمين، فإنه يضم أولهما(2) .
فالذي فتح أوله مثل "سفود" و"تنور " و"كلوب" و"سمور" و"شبوط"(3). وقال أبو عبيدة: مجاز "سبحان الله" مجاز موضع التنزيه والتعظيم والتبرؤ(4). وأنشد لأعشى: [السريع] أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر(5) فأراد التبرؤ من ذلك لعلقمة لفخره. وهذا كما تقول: حاشى له. وقال غيره: قد يكون تعجبا من فخره، كما يقول القائل، إذا تعجب من الشيء: سبحان الله فكأنه قال: عجبا من علقمة وفخره. قال: ونصب "سبحان" على المدح، والمدح والذم ينصبان. قال أبو عبيد في قوله (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) [الإسراء: ل 1]، قال أهل العربية في نصب سبحان: إنما انتصب لأنه اسم في موضع مصدر: سبحت انله تسبيحا وسبحانا، فالتسبيح هو المصدر، وسبحان اسم منه ، كقولهم : كفرت اليمين تكفيرا وكفرانا، فالتكفير المصدر، والكفران الاسم منه. وأنشد أمية بن أبي الصلت: [البسيط] (1) في الأصول: سبوح.
(2) هكذا في م وأخواتها، وفي ب: أوله.
(3) ثعلب : الفصيح ص 292 . وانظر : اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 214، ولم ينسب القول لثعلب، كما أنه لم يفرد "السبوح" بمادة، بل أدرجه مع "القدوس". والسفود: سيخ حديدة الشواء، والتنور : وعاء الخبز، وهي كلمة أكدية بابلية بصيغة (تنور) انتقلت مع اختراع التنور االى أغلب عواصم العالم القديم، فهي في أسيا (تندوري) ، انظر: الطبخ في الحضارات القديمة ص 80، والكلوب: المهماز، ويقال أيضا: كلاب، وجمعه: كلاليب، والسمور: حيوان الفراء، والشبوط: نوع من السمك النهري (4) أبو عبيدة: مجاز القرآن 36/1.
(5) مجاز القرآن 36/1، المقتضب للمبرد 218/3، ديوان الأعشى ص 94 . وفيه : الفاجر. وقد فضلت رواية مجاز القران والمقتضب.
Bogga 228