============================================================
الصديقين، ورهبانية الأبرار، لم يجد أحدا يأخذ بقلبه، ولا تلحقه عينه"(1).
الهانية، على تقدير "فعلانية"، يقال : إله بين الألهانية والإلهية(2). وفي قراءة ابن عباس (ويذرك وآلهتك) [الأعراف: 127]، قال قوم: يعني ربوبيتك(3).
وقوله: إذا وقع في ألهانية الرب، لم يجذ من يأخذ بقلبه، أي تحير فيه، وذهل عقله، ولم تلحقه عينه، أي لم تلحق معرفته كيفيته.
وقال قوم: سمي "الله" لأن القلوب تأله إليه، أي تشتاق إلى معرفته، وتلهج بذكره. ويقال: وله، يأله: تبدل الواو من الألف، فكأنه في الأصل: أله، يأله، اا ف أبدلت الواو من الألف، ومنه سمي "الولهان" . قال الكميت: [الخفيف] ولهت نفسي اللروب إليهم ولها حال دون طعم الطعام(4) يعني طربت إليهم واشتاقق، حتى صارث والهة، قد اشتغلق عن الطعام.
وكذلك يكون الولهان(5)، يشتغل بولهه عن كل شيء. وأنشد الفراء: [الوافر] فلا وأبي لا أنساك حتى ينسى الواله الصب الحنين و "أبي "، قال: هو في الأصل: أبوي.
وأما قولهم: فلان يتأله، فهو مشتق من "الإله"، أي "يتفعل"، كما يقال يتعبد"، أي يلزم العبادة. ف"يتأله"، أي يلزم الأعمال التي تقربه إلى الإله. قال بعض الحكماء(6): قلنا هو الله، لا إله غيره، لأنه هو الذي أبدع الخلق، لم نر غيره أحدث نشوءا، ولا بديعا، سوى هذا العالم الذي خلقه وحده . تبارك اللها لا إله غيره.
(1) غريب الحديث لابن قتيبة 728/3، الفائق للزمخشري 55/1 .
(2) ما بين المعقوفين بدءا من (وهذا قول الحسن البصري) إلى هنا من ب وم وأخواتها، وسقط (3) غريب الحديث لابن قتيبة 728/3.
(4) ديوان الكميت ص 508.
(5) في ب: صاحب الولهان.
(6) من هنا تبدأ الاشارة إلى نصوص منقولة من حكيم، سيسميه المؤلف بالحكيم اختصارا.
وتطغى على أسلوب هذا الحكيم لغة الأفلاطونية المحدثة التي استدخلها النسفي إلى الإسماعيلية في كتابه "المحصول" . ولذلك من المحتمل أن يكون "الحكيم" المشار إليه هو النسفي نفسه. وقد كتب النسفي "المحصول" بحدود 300 هجرية .
Bogga 178