============================================================
من لدنا [مريم: 13]، قال: والله ما أدري ما الحنان(1). وقد قال قوم: في القرآن شيء من ألفاظ العجم(2) ولغاتهم. وروى أبو عبيد عن عدة من العلماء في أحرف كثيرة في القرآن أنها بلغات العجم. روي ذلك عن ابن عباس ومجاهد(3) وسعيد بن جبير(4) وعكرمة وطاووس(5) وعطاء(6) وغيرهم (7) .
فمنها قوله "طه"(8) و"ألم" و"الطور" و"الربانيون" و"الربيون". قال: يقال: إن هذه الأحرف بالسريانية.
ومنها "الصراط" و"القسطاس" و"الفردوس" ، يقال إنها بالرومية(9) .
(1) أبو عبيد: غريب الحديث 445/5، وانظر: الزاهر 200/1.
(2) العجم: لم ترد في ه، وهي في الأصول الأخرى.
(3) أبو الحجاج مجاهد بن جبر، توفي بمكة سنة 103 : طبقات ابن سعد 466/5 ، المعارف لابن قتيبة ص 445.
(4) اشترك في ثورة القراء ضد الحجاج، فقتله سنة 94 : طبقات ابن سعد 256/6، المعارف لابن قتيبة ص 445 .
(5) طاووس بن كيسان، توفي بمكة سنة 106 : المعارف لابن قتيبة ص 455 ، وفيات الأعيان 2/.
(6) عطاء بن أبي رباح، توفي سنة 115: طبقات ابن سعد 467/5، المعارف لابن قتيبة ص 444.
(7) أبو عبيد : غريب الحديث 269/5 - 270.
(8) في تفسير غريب القرآن للامام زيد بن علي، مصورة برنستن، ص 206: "طه معناه يا رجل بالسريانية . وقال: لو كان اسمأ لم يكن ساكنا، ولكنه فاتحة السورة وعلامة لها".
(9) يسمى الطريق في اللاتينية (542918) ، وقد أطلق على الطريق التجاري الواصل بين أسفل تدمر وشمال الحجاز هذا الاسم، فعرف باسم (الإسطراط) . وفي النزاع بين الرومان والساسانيين حول ملكية هذا الطريق، احتج الرومان بأن اسمه الروماني القديم يوضح ملكية روما له منذ عهد بعيد. انظر: بيغوليفسكيا: العرب على حدود بيزنطة وإيران ص 116. ومن الواضح أن الكلمة دخلت العربية منذ استيلاء الرومان على البتراء ومناطق شمال الحجاز.
وتعني كلمة (482804505) اللاتينية واليونانية الجنة أو الحديقة، وقد استعملها كسينوفون لوصف حدايق الملوك والنبلاء الأخمينيين. وقد دخلت الآرامية قبل المسيحية بقليل، إذ تردا في الشذرات الباقية من كتاب "سفر الجبابرة" لدى طائفة قمران في البحر الميت، بصيغة (يردس) بالباء المهموسة، انظر: 66765,16181a 02610 44ddd68a 31a041d, d. 56 ولكن الكلمة دخلت العربية أيضا، ربما عن طريق الآرامية، قبل الإسلام بفترة طويلة، لأنها ترد في شعر عدي بن زيد العبادي: 146
Bogga 149