============================================================
الثروة والأمراء، ونزلوا عن رتبتهم، واستهان بهم الناس، وقلوا في أعينهم فجروا على ذلك في صدر الإسلام وبعد ذلك برهة من الدهر، ونشأ فيهم شعراء مطبوعون(1)، لهم قرائح الأولين من شعراء الجاهلية والمخضرمين، واعتادوا المسألة، وجعلوها بضاعة(2). فلما طال ذلك عليهم، ملهم الناس، ونزرت ال العطايا، وماتت الخواطر، وغارت القرائخ، وسقطت الهمم، وصار الشعر ضعيفا هزلا ، بعد أن كان حكما فصلا . فبقي النفع بالديوان الأول من الاحتجاج به على الكلام المختلف في معناه، والقول المتنازع في تأويله. ولولا ما بالناس من الحاجة إلى معرفة لغة العرب، والاستعانة بالشعر على العلم بغريب القران و أحاديث رسول الله صلى الله عليه والصحابة(3) والتابعين والأئمة الماضين،ا بطل الشعر، وانقرض ذكر الشعراء، ولعفى الدهر على آثارهم، ونسي الناس أيامهم.
(الحاجة الدينية لتعلم اللغة والشعر) ولكن الحاجة بالمسلمين ماسة إلى تعلم(4) اللغة العربية، ومعاني الألفاظ ال الغريبة في القرآن والحديث، وفي الأحكام والسنن. إذ كان الإسلام قد ظهر بحمد اله في جميع أقطار الأرض، وأكثر أهل الإسلام من الأمم الأعجمين(5) قد دعتهم الضرورة إلى تعلم لغة العرب. إذ كانت الأحكام والسنن مبينة بلسان العرب. قال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. وتصديق ذلك في آية من القرآن السان عربي مبين) [النحل: 103]، وفي آية أخرى (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم4 [إبراهيم: 4]. قال: لم يحتج السلف، ولا الذين أدركوا وحيه إلى أن يسألوا النبي صلى الله عليه عن معانيه، لأنهم كانوا عرب الألسن، ل (1) في ب : ونشوا فيهم شعراء مطبوعين.
(2) هكذا في م، وفي ب: صناعة.
(3) والصحابة : سقطت من ب.
(4) تعلم: زيادة من م، سقطت من ب.
(5) في م : هم عجما
Bogga 134