صلى الله عليه وسلم
يحرم الزواج بين الإخوة في الرضاعة لا يذكره بالحرف، لكن المعنى واضح.
إلى جوارها في المقعد كان يجلس أحمد الدامهيري، عيناه تتابعان حركة زينة بنت زينات: هذه الفتاة كانت طفلة بالأمس. أصبحت امرأة، أصبحت أنثي شهية، تكبر البنات بسرعة الضوء، تبرز نهودهن بين يوم وليلة.
يغلق جفونه، بتخيلها بين ذراعيه، يراها تحته في الفراش، سينالها عن يقين، لا يشتهي امرأة إلا وينالها. أحل الله للرجال الإماء والجواري وما ملكت اليمين، فما باله وهو الأمير؟
كان للأمير قوة غامضة، يقول عنها قوة الله. كان يجتمع بالسلطات في الخفاء، يعارضها في الصحف، يتظاهر ضدها بالعداء، يأتيه سلاح كثير وأموال من الخارج، يستأجر المقاتلين في سبيل الله في كل مكان، له أعوان في الدولة، في المدارس، في الجامعات، في النقابات، في المحاكم، في الوزارات، في جميع المؤسسات، حتي البوليس والمباحث، ودور اللهو والبغاء.
أقام أحد رجاله دعوى في المحكمة ضد صافي وزوجها، أدلت صافي بتصريح في الصحف تؤيد فيه زوجها، قالت: إن الحيض ليس أذي، إن جوهر الإسلام يحترم المرأة، إن دم الحيض مثل دم أي إنسان، دم مقدس، لولا المرأة لما استمرت البشرية، جاءت التهمة الموجهة إليهما كالآتي: - ازدراء كلمة الله. - الخروج عن دائرة الإسلام. - إنكار المعلوم عن الدين. - المساس بالمقدسات.
انقسم المثقفون والمثقفات إلى قسمين ؛ أحدهما يؤيد الاتهام، يقوده أحمد الدامهيري. القسم الثاني يعارض، تقوده بدور وابنتها مجيدة الخرتيتي. انتهى الأمر بحفظ القضية، مما يعني البراءة واللابراءة، تظل القضية معلقة في أحد الأدراج، تسحبها الحكومة وتخرجها إلى النور عند اللزوم.
كانت العائلة الواحدة تضم التيارات المتضاربة، يخرج من ضلع الأب المؤمن ابن ملحد، ومن رحم الأم المسلمة ابنة ماركسية، ينضم الزوج إلى حزب اليمين، تدخل زوجته حزب اليسار، يصبح الأخ مع الحكومة، وأخته في المعارضة، لكن صلات الرحم وعلاقات الدم تطغى في النهاية، تتجمع العائلة في المآتم والأفراح، يتبادلون العناق والقبلات، ثم يخرجون إلى ساحة الصراع، يوجهون بعضهم إلى بعض الضربات، من تحت الحزام أو من فوقه.
كان طبيعيا أن يحضر أحمد الدامهيري حفل عيد الميلاد، مجيدة زكريا الخرتيتي ابنة بدور الدامهيري، ابنة عمه. كانت صورتها تراوده في الحلم أيام المراهقة، ابنتها مجيدة الخرتيتي كاتبة صاعدة، لها عمود دائم في مجلة النهضة، يريد أن يهديها إلى طريق الإسلام، أبوها له عمود دائم في جريدة أبو الهول الكبرى. يتأرجح أبوها بين العلم والإيمان، يتمنى أحمد الدامهيري أن يكسبه الإسلام، يحتاج الدين إلى قوة في الدنيا لتحميه، قوة الإعلام والسلاح والمال.
درس أحمد الدامهيري علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، يتحدث اللغة الإنكليزية والفرنسية، يسافر إلى باريس وواشنطن ولندن، يحضر مؤتمرات الأديان، يسبح كالسمكة في البحار والمحيطات. أصبحت له شركة لطباعة الكتب الدينية، وإنتاج المباخر والمسابح والأحجبة، وتوريد السلاح وأجهزة البث والاستقبال السمعي والبصري، وتصدير الفسيخ والسردين والمخللات، وترجمة القرآن إلى لغات العالم. - أهلا يا أحمد نورت الحفلة. - بوجودك يا بدور يا بنت عمي. - أهلا يا أونكل أحمد. - كل سنة وانتي طيبة يا مجيدة عقبال ميت سنة. - شكرا يا أونكل. - أنا أتابع كتاباتك، برافو يا مجيدة. بس نفسي كده تكتبي أكتر في الإسلام وأمور الدين، الآخرة أبقى من الدنيا يا مجيدة.
Bog aan la aqoon