Saytuun iyo Sindiyana
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
Noocyada
17
وهنا - برغم الوحدة والزهد - يريد أن يتواصل ويشارك ويعمل، ولا يغيب عن المشهد، يريد ألا يعامل كزهرة في بيت زجاجي.
18
وهنا تتعانق خطوط الطول، ويزف دفء الشمس إلى برد الثلج، ويزدهر عالم يوتوبي، ولكنه واقعي فريد؛ لأنه عالم إنساني يحيا فيه الغريب ويشعر بإنسانيته، برغم الصدع أو الجرح الذي يدميه، وبرغم العذاب الذي يقاسيه لكي يمد الجسور بين شاطئين، ويغرس الجذور في بلدين ولغتين وتراثين وحضارتين. (ط) لكن الاهتداء إلى الوطن والسكن فيه وإليه، لا يعني بأي حال من الأحوال أن ينكفئ الشاعر على نفسه داخل جدرانه الأربعة الخرساء، ولا أن يقنع بحياة البرجوازي الصغير الذي ختم على جبينه بخاتم اللامبالاة، ووقف عاجز الحيلة في طوابير الخانعين أو اليائسين. وهو لا يعني أيضا أن يرضى بالسكوت على الكذب والظلم والصمت المنتشر حوله كالوباء. لقد صمم على أن يرفع صوته النقدي، حتى لو اصطدم بسوء الفهم من بعض أقرانه والمستمعين إليه، بل حتى لو جاهره أحدهم بالعبارة الوقحة : «إن كانت الأحوال عندنا لا تعجبك، فلماذا لا ترجع إلى وطنك؟» ولقد آثر ألا يتحول إلى شيطان أخرس، وصمم على أن يستجيب لنداء تراثه الساري في دمه، ولا يسكت عن الحق. وها هو ذا يقول في قصيدة معبرة عن أزمته في السنوات العصيبة التي سبقت قيام الوحدة الألمانية ضمن مجموعة قصائده «مرثيات ليبزيج»، التي سبقت الإشارة إليها تحت عنوان «واحد لم يسكت»:
كثيرون هم الذين يفهمونني،
وكثيرون لا يفهمونني،
مع أن الذين لا يفهمونني يصرخون،
فإن الذين يفهمونني يسكتون،
أنا أفهم الذين لا يفهمونني عندما يصرخون،
ولا أفهم الذين يفهمونني عندما يسكتون،
Bog aan la aqoon