وسأل فرانك: «هل يمكنك توصيلي إلى شاحنتي حتى أطمئن عليها؟» ووافق زيتون، لكنه أخبر فرانك أن عليه أن يظل معه فترة أطول؛ إذ كان زيتون يعتزم زيارة أحد عقاراته المؤجرة في موقع على بعد ميلين تقريبا.
ووافق فرانك على مرافقته في هذه الرحلة، فهبط من النافذة وجلس في القارب، وأعطاه زيتون المجداف الآخر وانطلقا.
قال فرانك: «شاحنة جديدة تماما.» كان قد أوقفها في «فونتانبلو»، ظانا أن الشاحنة سوف تنجو لأن سطح الطريق أعلى بنحو قدم منه في «فانسين»، وشقا طريقهما فعبرا ستة مربعات سكنية إلى حيث أوقف فرانك الشاحنة، وعندها سمع زيتون شهقة فرانك اللاهثة، كانت الشاحنة تغمرها المياه على عمق خمس أقدام، وانتقلت من مكانها مسافة نصف مربع سكني، وكما كان شأن دراجته النارية، كانت الشاحنة قد انتهت وغدت أثرا بعد عين.
وسأل زيتون: «هل تريد أن تأخذ شيئا منها؟»
وهز فرانك رأسه، وقال: «لا أريد أن أراها. فلنذهب.»
وواصلا التقدم، وسرعان ما شاهدا رجلا أكبر سنا، وكان طبيبا يعرفه زيتون، في شرفة الطابق الثاني بمنزل أبيض، وجدفا حتى دخلا الفناء، وسألا الطبيب إن كان يحتاج إلى مساعدة، وأجاب الطبيب: «لا، إني أنتظر وصول البعض.» وأضاف قائلا إن مدبرة المنزل معه، وإن أحوالهما مستقرة في الوقت الراهن.
وبعد بضعة منازل صادف زيتون وفرانك منزلا ترفرف فيه قطعة قماش بيضاء من نافذة بالطابق الثاني. وعندما زاد اقترابهما شاهدا شخصين، زوجا وزوجته في السبعينيات من عمريهما، يطلان من النافذة.
وسألهما فرانك: «هل تستسلمان؟»
وابتسم الرجل.
وسألهما زيتون: «هل تريدان الخروج؟»
Bog aan la aqoon