وهتف زيتون: «أرجوك، هل لي في مكالمة تليفونية واحدة؟»
وتجاهل الحارس السؤال لكنه تطلع إلى ناصر الذي كان ما زال جالسا على السرير، وألقى الحارس نظرة متسائلة على زيتون ثم انتقل إلى الزنزانة التالية.
وبعد ساعة سمع زيتون وقع أقدام الحارس مرة أخرى، فنهض زيتون ليقابله عندما يمر بالباب، وسأله: «من فضلك هل أستطيع إجراء مكالمة واحدة؟ لزوجتي فقط.»
في هذه المرة هز الحارس رأسه هزة عارضة، ثم تطلع من وراء زيتون لرؤية ناصر الذي كان أيضا جالسا على السرير، ولكن هذه النظرة التي حدج الحارس زيتون بها كانت تضمر إيحاءات معينة، بل ذات بذاءة؛ إذ رفع حاجبيه وأومأ مشيرا إلى ناصر، كان المعنى الذي يوحي به هو أن زيتون وناصرا كانا على علاقة غرامية، وأن زيتون كان يخشى اكتشافها، فوثب مبتعدا عن السرير عندما سمع الحارس يقترب منه!
وعندما أدرك زيتون المعنى الذي كان الحارس يضمره كان وقت المناقشة قد فات؛ إذ اختفى الحارس في مساره بآخر الردهة، ولكن ذلك المعنى الموحى به، أي إن زيتون كان ثنائي النزعة الجنسية، وإنه يخون زوجته، أغضبه إلى الحد الذي لم يستطع معه أن يتمالك نفسه.
وفي الظهيرة أخرج زيتون من زنزانته، واقتيد إلى مكتب صغير، يقف فيه أحد حراس السجن ومعه آلة تصوير رقمية، وأمر زيتون أن يجلس على كرسي من البلاستيك، وبينا كان زيتون ينتظر الأمر التالي نظر المصور شزرا إليه ورفع رأسه.
وصاح قائلا: «هل تحدق في وجهي؟»
ولم يقل زيتون شيئا.
وصرخ المصور: «لماذا تحملق في وجهي؟»
وواصل صياحه مشيرا إلى قدرته على أن يذيق زيتون المهانة والذل في هذا المكان، وإلى أن شخصا لديه هذا التحدي لن يصمد طويلا. ولم يكن زيتون يدري ما فعل فاستفز الرجل إلى هذا الحد، بل كان الرجل ما زال يسب ويلعن عندما أخرج زيتون من الغرفة وأعيد إلى زنزانته.
Bog aan la aqoon