وحاول أحمد ويوكو التسرية عنها.
قال أحمد: «إنه من المدرسة القديمة.» وأضاف أنه من الطبيعي لرجل مثل زيتون، يتمتع بقوة الشكيمة والاستقلال، أن ينقطع الاتصال به بضعة أيام. «لم تعد الطبيعة تجود برجال مثله.»
وحرصت يوكو على إبعاد كاثي عن التليفزيونات ونشرات الأخبار، ومع ذلك فقد كانت كاثي تلتقط شذرات منها في السيارة. فعلى راديو سيارتها الأوديسية سمعت الرئيس بوش يلقي خطابه الأسبوعي في الإذاعة، كان الرئيس يشبه العاصفة بأحداث 11 من سبتمبر والحرب على الإرهاب. قال «إن أمريكا تواجه كارثة أخرى أحدثت الدمار وفقدان الأرواح.» وأضاف قائلا: «ولسوف تتغلب أمريكا على هذه المحنة، ولسوف تضيف قوة إلى قوتنا.»
الإثنين 12 من سبتمبر
حان الوقت لذهاب البنات إلى المدرسة. كن قد انقطعن عنها أسبوعين تقريبا، ومهما تكن صعوبة بداية الدراسة في منتصف سبتمبر، كان لا بد من اتباع ما يشبه العادة المنتظمة.
وأجرت كاثي مكالماتها، كانت أقرب مدرسة عامة هي مدرسة الدكتور هوارد ك. كونلي الإلزامية. قيل لكاثي: «أحضريهن من فورك.» أما زخاري الذي كان في مرحلة الدراسة الثانوية، فسوف يكون إلحاقه بالمدرسة أصعب.
كانت الفتيات متوترات، لم يكن يسعدهن دخول مدرسة جديدة؛ حيث لا يعرفن أحدا ويوصمن بأنهن لاجئات، لم لا ينتظرن حتى يعدن إلى نيو أورلينز؟ ماذا عساهن أن يدرسن؟ لسوف تختلف الكتب والمقررات الدراسية. وما الغاية من ذلك؟ قالت كاثي إن والدهن يريد إلحاقهن بالمدرسة، وذلك يكفي.
وقام أحمد ويوكو بشراء ما تحتاج إليه الفتيات من المعدات المدرسية، كالدوسيهات والكراسات والأقلام الحبر والأقلام الرصاص، وحقائب ماركة بوكيمون وهالو كيتي؛ لحمل كل ذلك فيها، وأشاع هذا بعض الراحة في نفوس الفتيات، ولكن عندما أوصلتهن كاثي إلى المدرسة، وتركتهن جميعا في مكتب مدير مدرسة كونلي، شعرت بالانهيار. لم تكن قادرة على النظر إلى عائشة والتي كانت عيناها السوداوان المغرورقتان تنطقان بكل شيء ، بكل قلق تشاركها كاثي فيه؛ أي إن هذه كانت أول أيام حياتهن الجديدة معا، في فينيكس، وفي غيبة والدهن.
وأثناء عودتها بالسيارة من المدرسة، أصغت كاثي إلى الأنباء في الراديو. كان عدد الموتى رسميا في نيو أورلينز قد وصل إلى 279. كان يبدو أن الرقم يزداد مائة كل يوم، والبحث عن الجثث كان في بدايته وحسب.
هل كان عليها أن تتخذ الاستعدادات اللازمة للجنازة؟ لقد انقضت الآن سبعة أيام. إلام تستطيع تبرير غيابه؟ لقد حضر الرئيس بوش مرتين أو ثلاثا إلى نيو أورلينز حتى الآن. فإذا كان الرئيس يستطيع الحضور إلى ميدان جاكسون لعقد مؤتمر صحفي، فإن زوجها، إن كان في قيد الحياة، يستطيع العثور على تليفون والاتصال بها.
Bog aan la aqoon