وسألت نديمة: «تظنين أنها سوف تصيبنا؟»
وردت كاثي قائلة إنها لا ترى للأمر أهمية، فمن ذا الذي عساه أن يقلق إزاء عاصفة من الدرجة الأولى أو الثانية؟ وأخبرت نديمة أنها ليست بشيء على الإطلاق، ثم ودعت الأطفال بالقبلات عند المدرسة.
وعندما سمعت كاثي انصفاق أبواب السيارة الثلاثة انتابها شعور مباغت وقاطع بالوحدة. وفي أثناء عودتها بالسيارة من المدرسة فتحت الراديو من جديد. كان مسئولو المدينة يقدمون التوصيات المعهودة بتخزين المؤن الكافية لاستهلاك ثلاثة أيام، وكان زيتون دائما ما يعمل حسابا لذلك. ثم إذا بالمذيع يتحدث عن رياح سرعتها 110 أميال في الساعة، إلى جانب الأمواج العالية التي أثارتها العاصفة في الخليج.
وأغلقت الراديو ثانية، وطلبت زيتون على تليفونه الخلوي.
وسألته: «هل سمعت عن هذه العاصفة؟»
فقال: «أسمع أشياء مختلفة».
وعادت تسأل: «هل تظن أنها خطيرة؟»
ورد قائلا: «حقا؟ لا أعرف.»
كان زيتون قد أعاد ابتكار تعبير «حقا» فجعله يسبق عددا كبيرا من عباراته، كأنما كان التعبير عوضا عن النحنحة. فإذا سألته كاثي أي سؤال أجابها: «حقا، إنها مسألة عجيبة.» كان قد اشتهر بحكاياته المسلية، والأمثال المألوفة في سوريا، والمقتطفات من القرآن، والقصص المستقاة من أسفاره حول العالم. وكانت كاثي قد اعتادت ذلك كله، فيما عدا تعبير «حقا»، وإن كانت قد كفت عن معارضتها. كانت بالنسبة إليه مثل استهلال عبارة بالحشو كتعبير «أتعرف؟» أو «فلأقل لك شيئا». كان قائلها زيتون، وكان لا بد أن تجد فيها سببا للإعزاز.
وأردف قائلا: «لا تقلقي. هل الأطفال في المدرسة؟»
Bog aan la aqoon