تقع حوادث المسرحية كلها بين منتصف الساعة السادسة في المساء والتاسعة من صباح اليوم التالي في حجرة الجلوس بمنزل مستر والتر كريج. وتدل هذه الحجرة - كما تدل جميع الحجرات الأخرى بالمنزل - على الذوق الرفيع والنظام البديع الذي تتميز به صاحبته، أثاث فخم ولكنه جاف مصنوع من الخشب الداكن الشديد اللمعان. وقد فرشت الأرض بالسجاد الفاخر ذي اللون الذهبي، وازينت الجدران بالأطلس المطرز الثمين، وكسي البيانو كما كسي النضد المستطيل الذي يتوسط الحجرة بغطاء كناري اللون. أما الستر التي تحجب المشربية التي تقع على اليسار، والنافذة المقوسة الخلفية المطلة على الدرج، فهي خضراء قاتمة الخضرة. ولهذه النافذة الخلفية مقعد جميل من بناء البيت، عليه حشايا رائعة. وعلى يمين الدرج مقعد آخر من البناء، ينحني منه حاجز السلم إلى أعلى. وعلى اليمين - إلى الخلف - ترى بابا متسعا يتعلق به ستار من المخمل البني اللون. ويشغل بقية الحجرة من ناحية اليمين رف للمدفأة مزركش، ومرآة مزخرفة، وموقد. وأمام الموقد مقعد جميل ذو ظهر مرتفع. وإلى يسار المقعد المتوسط مقعد كبير آخر. وإلى جوار البيانو كرسي صغير مزخرف. وإلى جانبي الحجرة مقعدان يواجهان الرائي. وبالحجرة كذلك مقعدان مستطيلان مزخرفان، أحدهما خلف النضد المتوسط مباشرة، والآخر أمامه. وبين النضد والمقعد الأمامي فسحة من المكان تسمح بالمرور بينهما. وإلى اليسار رواق زجاجي يفتح أحد بابيه على الحجرة، ويفتح الآخر على المدخل الأمامي للبيت. (تدخل مسز كريج وتبدو كأنها ترتدي لباسا أعد لهذه الحجرة خاصة، فهي تلبس رداء كاملا بني اللون على أحدث طراز، وخفا وجوارب بنية، وقبعة صغيرة من القطيفة البنية القاتمة، وتحمل حقيبة من الجلد البني اللون ومظلة من الحرير البني.) (وتهرع مس أوستن هابطة الدرج، وتنفذ خلال ستار الباب الأيمن. أما مسز هارولد فتدخل من الباب الأيسر، حاملة صحيفة المساء وقطعا من القماش لأطر التطريز، وتتقدم صوب النضد الوسيط.)
مسز هارولد (وقد وقفت في منتصف الطريق نحو النضد متطلعة صوب مس أوستن) :
هل تريدين شيئا يا مس أوستن؟
مس أوستن :
لا. شكرا يا عزيزتي. ولكني أبحث عن النموذج الذي أرسلت في طلبه منذ أيام؛ لأني أود أن أطلع عليه مسز فريزير.
مسز هارولد :
ارفعي غطاء نضد التطريز يا مس أوستن، فإني أعتقد أني رأيت به نموذجا ما هذا الصباح. (وتتابع سيرها نحو النضد الوسيط حيث تلقي عليه الصحيفة وقطع القماش.)
مس أوستن :
هذا هو. وجدته (يسمع صوت من ناحية اليمين)
كنت واثقة من أني تركته هنا في مكان ما (وتسرع خلال ستار الباب وتصعد الدرج) .
Bog aan la aqoon