Ninka Xaaska Rasaasta Leh iyo Gabadhiisa Quruxda Badan
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
Noocyada
قلت لنفسك: ما مصلحة هؤلاء في أن يكون أبي شخصا آخر غير محمد الناصر؟ وما مصلحتهم في أن يكون اسمي عربيا؟ بل ما مصلحتهم في أن يكون هنالك أب محدد لأبي؟ وأيضا سألت نفسك سؤالين قويين كالجرانيت، لكنك عندما عجزت في إيجاد إجابة مناسبة لهما صليت ركعتين وطلبت من ربك أن يجنبك شر الأسئلة.
قال أبوك محمد الناصر لأمك مليكة شول مادنق: كانت ابنة خالتي نعمة زوجة غير ذكية؛ لأن الزوجة الذكية - كما يقول جعفر - هي التي تحتفظ بزوجها إلى حين أن يتوفاه الله، وليس إلى أن يتوفاها الله هي؛ لأن الزوجة الذكية أيضا لا تموت قبل زوجها؛ لأن زوجها دائما في حاجة إليها حتى بعد موته، فإنه يحتاج إلى من يبكيه بدموع فيها اشتهاء حقيقي وخصوصية، ونعمة لم تستطع أن تبقيني في شباكها لأنها لم تستطع أن تفهمني وأن تعي جنوني الخاص جدا، جنوني الذي يجعل دمي حلوا وهو يسري في شراييني لترقص عليه الأحلام وهي تخامر الأسى، تخامر سحليات الروح.
إذا ما كانت ستبكيني بدموع كلها اشتهاء، هي امرأة ليست لها مقدرة على الحلم، مثل الولد رياك تماما، تريد واقعا جاهزا ومعطى.
فحاولت أمك أن تقارن بينك وبين نعمة لكنها لم تجد أوجها للشبه غير تلك التي في مخيلة أبيك محمد الناصر، في وهم خوفه عليك، وخوفه منك!
كان يقول لها عنك: إنه مثل الصرصور الذي لا يمكنه أن يرى أبعد من قرني استشعاره صرصور صغير وباهت.
ثم سألها سؤالا لم تستطع أن تسمعه لأن أنامله كانت تعبث بزغب ناعم في عنقها الطويل الرشيق، محركة صمت اشتهائها في أقبيته النائمة فأحست بحاجتها إليه، حاجة ماسة وملحة، وكانت تخافه أن ينهض فجأة هاتفا: أحدهم ينتظرني.
لذا عبرت عن رغبتها في سؤال تقليدي تعرف كيف يجاوب عليه أبوك: ما رأيك في الحرب بالجنوب؟
مثل تلك الاشتهاءات كنت وأختك ثمرة لها، فأبناء العاطفة الأصلية هم الأجمل والأبقى لأنهم عصارة اللذة، وخطاب الوجود الصريح والأكثر عمقا، أو كما قال جعفر مختار.
السماء مسحبة بطيئة، مياه النهر ثقيلة كأنها الزيت، أشجار السيسبان العجوز تخشخش مرحة عندما تقبلها الريح الصيفية، الجنوب غربية.
الريح الخيرة أبدا، فترسل ثمارها الذهبية المتطاولة إلى الأرض ليتقاسمها معزة، وحملان، وطفل الراعي طفل صغير أعجف، رجل عجوز هو الراعي النائم تحت شجرة لالوب وارفة، عليها يمامتان تتناشدان مرح القيلولة، وقربه على الأرض عصفور ود أبرق بين رياش ظهره، ريشة شديدة السواد، يحجل نحو عشوشاي تظهر عدم الاكتراث به، وأيضا عدم الرغبة، صفرت الريح وهي تتخلل أشجار الشاطئ، تنسل ما بين صخوره الرمادية القديمة وتعبث بذرات الرمال الذهبية الناعمة كزغب أميرة مراهقة، يحاول طفل الراعي الأغبش ذو الشعر المنكوش أن يرضع المعزة لكنها تبعده عن ثدييها بنطحة قوية تلقيه على ظهره، فتنطلق من بين فخذيه ضرطة لها صوت الريح عندما تمر بين أشواك السيسبان الجافة، يتململ الراعي العجوز كما لو أنه يستيقظ، لكن شخيره تعالى بقوة، ينهض الطفل، يمسك المعزة من وسطها ويعضها بغضب في أذنيها، تتألم المعزة في صمت، جعفر يمد رجليه، يغرقهما في ماء النهر الساكن، يفكر بشكل جاد.
Bog aan la aqoon