Ninka Xaaska Rasaasta Leh iyo Gabadhiisa Quruxda Badan
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
Noocyada
كان ذلك في آخر إجازة قضيتها في الخرطوم، وهي الفترة التي التقيت فيها أببا، أقنعتها أن تذهب معك إلى حيث مقر وحدتك العسكرية، وعدتها بالزواج إذا هي وافقت، فقبلت، لكنك - وهذا هو طبعك - قلق كالنائم على حبل الغسيل، لا تطمئن على حال، بعد شهر كامل أقامته معك في قطية بقشلاق الوحدة، سألتك ذات مساء أن تفي بوعدك، فسكرت جيدا، وعدت إلى البيت منتصف الليل فأيقظتها، وقلت لها: لا أريد أن أسمع بموضوع الزواج مرة أخرى، سأذبحك إذا نطقت بهذه الكلمة.
قالت لك: إذا، كدا.
لكنها لم تظهر غضبها أكثر، كعادة المرأة الحبشية، صبورة، لكنها لا تنسى، فذات مساء حملت ما تقوى على حمله واختفت، ولم ترها بعد ذلك أبدا.
قالت لك أببا وهي تخبز كسرتها الحبشية ذات فرح وحلم: نستطيع أن نزرع معا في بلدنا أو نبقى في الحدود بين بلدنا وبلدكم، فلا فائدة في الجيش يا ملوال، الجيش قاتل أو مقتول، والقاتل مقتول يا ملوال.
فقلت لها: أنا لا أجيد أي عمل آخر، لم أمسك منجلا في حياتي، فقط أعرف رعي الأبقار، والآن تعلمت إطلاق الرصاص، أما الأبقار فليس عندي منها غير الذكريات، فقد أكلتها الوحوش من جيوش الغابة وجيش الحكومة، ابتلعها الرصاص واللغم، أما الرصاص فهو الخيار الأخير، ما تبقى أمامي هو الرصاص.
إذا كنت تؤسس لموتك، أتذكر؟ قبل أعوام كثيرة وكنت تسير وجعفر ومحمد الناصر في الطريق إلى انتصار طائش، إذ مر أمامكم موكب حاشد كبير يهتف ممجدا الحرب والانتصارات المتتالية، مناديا بالموت للخائنين والساكتين، وذوي الآراء المخالفة للطرح العام والمعارضين، فضحكتم كثيرا والموكب يقترب ليحاصركم من كل صوب وجهة، فقال جعفر: احملاني على كتفيكما، وسأهتف هتافا قويا يمجد الحرب والتماسيح، يمجد البندقية، فحملتماه وما هي إلا هتافات قليلة من جعفر، هتافات قوية ونافعة حركت حماسيات الموكب وجعلته يغلي كالمرجل حتى أخذه الهاتفون المتحمسون الناشطون على رءوسهم وصعدوا به على ظهر شاحنة عالية وعلقوا على جيب سترته ميكروفون وهم يرددون هتافاته خلفه، حتى إذا ذابوا في نشوة الهتاف أسكرهم الحماس، انتصب جعفر ما أمكن على رءوسهم، أخرج ذكره عن طريق فتحة بنطلونه الأمامية، كان ذكرا أسود طويلا ومنتفخا بالدماء والبول، بسم الله، أخذ يتبول على رءوس الهاتفين المنتشين وهو يهتف بقوة أكثر: تحيا الحروب، تحيا تحيا، تحيا الحروب.
فيندفع البول أمامه عشرات الأمتار مطرا على الرءوس.
قالوا: إن بوله كان عفنا حارقا، ولا يمكن غسله إلا بالدماء.
قالوا ولم تر ذلك بأم عينيك، لكن أخبرك به محمد الناصر فيما بعد: إن كل من أصابته ولو قطرة واحدة من بول جعفر، مسخ، فإذا كان شماليا مسخ إلى نفس جنسه ذكرا كان أم أنثى جنوبي، وإذا كان من الجنوب مسخ إلى شمالي، وقال لك محمد الناصر: إنه كان يعرف رجلا من الشمال أصفر البشرة، ناعم الشعر، قصيرا وممتلئا بالشحم، فعندما أصابته قطرات من بول جعفر، تحول إلى رجل طويل أسود البشرة شعره قرقدي ناشف، وحتى لسانه أصبح لا يستطيع نطق الكثير من الكلمات العربية واعتنق الدين المسيحي، فهل الفرق بين الجنوبي والشمالي قطرة بول؟
قالت لك أببا: ستبلعك الحرب.
Bog aan la aqoon