Ninka Xaaska Rasaasta Leh iyo Gabadhiisa Quruxda Badan
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
Noocyada
ونادى ابنته منى، جلست قربه بأدب محاولة جذب فستانها القصير لأسفل بعض الشيء، وكان بوجهها قناع أبيض من كريم لا تعرفانه، له رائحة قريبة جدا من رائحة الكبريت، وكانت نفاذة وكريهة فسألها: ماذا بوجهك، هل هو كبريت؟
قالت في دلال: إنه خلطة من كريمات كثيرة، من بينها الكبريت وبعض مراهم العيون والفيتامين. - إذا ما فائدتهما؟
قالت بصراحتها المعهودة: كل البنات يفعلن ذلك، إنه يجعل الوجه أبيض وناعما وشجعني على ذلك رجل الشجرة، رجل الشجرة نفسه، نعم يا أبي؛ لأنه أكد لي أن جمالي سيتضاعف إذا فعلت ذلك، وأنه سيحبني أكثر. - وهل ستواصلين في ذلك؟
قالت وفي فمها ابتسامة صغيرة: لست أدري، دعني أرى النتائج ولو أن رائحته التي تشبه الفساء تشعرني بالغثيان.
فقلت لها أنت: ماذا لو كانت بشرتك سوداء تماما كبشرتي هذه، هل كنت ستغسلين وجهك بحامض الكبريتيك؟
وحاولت أن تنصحيها بعدم فعل هذا، إلا أنه قال لك: دعيها، ولو أن لونها أصلا في تناسق تام مع ملامحها، وأنها جميلة من غير كريمات، إلا أنه شأنها، والوجه وجهها، دعيها لتتعلم من التجربة، ليس من حقنا حرمان أحد فرصة أن يجرب، أن يكتشف الأشياء بنفسه، وليس أيضا من حقنا أن نسألها: ماذا عن يديها ورجليها؟ ماذا عن بقية جسدها أو من اشترى لها الكريمات؟
ضحكت ابنتك الجميلة وهي تقول: أنا أشكرك يا أبي، ولو أنك تحاول أن تسألني، إلا أنك سألتني الآن، وأنت تعرف معظم الإجابات، فقط أريد أن أقول لك: إن رجل الشجرة الذي اشترى لي هذه الكريمات، ولو أنني أعرف أنك لا تمانع في شرائها لي، إلا أن رجل الشجرة طلب مني ألا آخذ منك ثمنها، وأنه أبسط ما يقدمه لي من هدية هذا الكريم العفن، وإكراما له أنا أستخدمه الآن.
حينما ثرت أنت واتهمت محمدا الناصر وجعفرا بأنهما أفسدا منى، أفسداها تماما، وقلت له بشكل قاطع: ليس للأطفال حرية، فهم لا يعون شيئا ولا تجارب لهم، ولا يفهمون ولا يعرفون ما يضرهم ويصلحهم، وأننا مسئولون عنهم، لكن رد عليك بكل ثقة: لذا دعينا نعطيهم الفرصة للمعرفة، والتجربة هي سبيل المعرفة، ليس الكلام وليس الضرب، كما أن منى لم تعد طفلة، ولا حتى رياك طفلا، تذكرت جعفرا، جعفر مختار، وكنت بحجرة النوم عندما كان هو وزوجك يلعبان الشطرنج بالصالون، بين الحين والآخر تسمعين غناءهما، كان غناء حلوا، ولم تسمعي به من قبل، قلت لنفسك: ربما ألفه جعفر ولحنه محمد الناصر، لكن في الحقيقة لم يؤلفه ولم يلحنه الاثنان، لكن رجلا راعيا بقرب النهر، هو الذي قام بتأليفه وتلحينه أيضا، وسرقه منه جعفر وأتى به إلى محمد الناصر، ولو أن محمدا الناصر رفض غناء اللحن في بادئ الأمر، مدعيا بعدم شرعيته لأنه مسروق، إلا أن جعفرا أقنعه بأن الراعي نفسه قام بسرقته من أغنامه، قام جعفر بتحليل نغمات اللحن ورجعها إلى أصولها التي لم تكن سوى ثغاء ونباح ونهيق حماره العجوز الأزرق، مضافا إليه حفيف الريح وزقزقة ود أبرق، واقتنع محمد الناصر وغنى اللحن، ثم أخذا في الرقص، وأيضا ما كان محمد الناصر يريد أن يؤدي رقصا مسروقا، لكن جعفرا حلل له الرقصة، أعاد حركاتها إلى أصولها الأولى، ولم تكن سوى بصبصة ذيل كلب الراعي، ونوس غصن كان يظلله دائما، ورفسات حماره بالجوز في الهواء، عندما يشبع من ثمار شجرة المسكيت، واقتنع محمد الناصر ورقص، ثم أخذا في إنشاد الكلمات شعرا، وأيضا ما كان محمد الناصر يريد أن ينشد شعرا مسروقا، لكن جعفرا أقنعه بالإنشاد، بعد أن قام بتحليل الكلمات وبنية النص، وردهما إلى أصولهما من الطير والقرآن والماء، تذكرت جعفرا مرة أخرى، كان الوقت منتصف الليل عندما استيقظت على إحساس بأن ماء رجل قد قذف فيك، وكان محمد الناصر نائما يشخر بانتظام، فتأكد لك أن ذلك من فعائل جعفر، وقلت لنفسك لا بد أنه الآن يستمني في بيته؛ لأنك تدركين أن جعفرا إذا استمنى على صورة سيدة ما، فإن ماءه سيدركها أينما كانت، فأيقظت محمدا الناصر، وأريته ماء جعفر الذي ما زال يسيل منك، فضحك وهو يقول: خائن، سأنتقم منه غدا.
ثم نام ليعود إلى شخيره بعد لحظات وجيزة، كنت تعرفين أي نوع من الانتقام سيطبقه محمد الناصر على جعفر، لا شيء، فقط سيجبر محمد الناصر جعفرا على غناء أغنية هابطة ورقص إيقاعها المستهلك، ثم يذهبان إلى شاطئ النهر ليلتقيا بالراعي العجوز وأغنامه وولد ابنته المشاغب الكسول، أو يلعبان الشطرنج وهما يغنيان لحنا مسروقا آخر، لقد كان جهدك عظيما يا مليكة شول في أن تجعلي من ابنتك منى سيدة مجتمع فاضلة، مربية تربية قبلية محافظة، كنت تودين أن تخلقي منها سيدة دينكاوية في ملامح شمالية، إلا أنها كانت دائما منجرفة خلف والدها محمد الناصر، بجنون فعلي، إنها تحبه وترى فيه مثلها الأعلى، ولا ترى فيك غير سيدة قديمة من بقايا عصور ما قبل التاريخ، ولو أنها تحبك أيضا لكن أبدا لم يقنعها أسلوبك في الحياة، ذلك الأسلوب المحافظ. قلت لمحمد الناصر: ما هو رأيك في الحرب؟
دفن وجهه بين نهديك يشمم عبقك الأنثوي القوي وهو يقول لك بصوت طائش ويتحسس بأنامله الخرزات المنظومة حول خصرك: إن الله مع الجانبين، إنه على كل شيء قدير.
Bog aan la aqoon