توفيق :
شرف الدين اصحى، اصحى يا شرف الدين، لسه فيه فرصة، لسه فيه أمل، يا شهدي هات كمان حقنة. (شهدي يجري ويأتي بحقنة أخرى.)
توفيق :
شرف الدين، اسمعني، قاوم الموت يا شرف الدين زي ما كنت بتقاوم كل حاجة. قاوم ما تستسلمش. عمرك ما استسلمت. قاوم يا شرف الدين، فيه فرصة، فيه أمل، مش ممكن تموت، مش ممكن الملاك يا ناس هو اللي يموت. (توفيق يلقي الحقنة على الأرض فتنكسر ويبكي.) (شهدي يغطي جسم شرف الدين الميت وهو ينظر إليه في ذهول وحزن شديدين.)
توفيق :
شرف الدين مات يا شهدي، شيله، شيله على كتافك، الملاك اللي رفض إنه يبات ليلة واحدة خارج المصنع، كان بيسهر عليكم ويشيلكم واحد ورا واحد. شيله يا شهدي في عينك، شرف الدين كان مؤمن، كان مؤمن بشيء غير موجود وعمره ما فقد إيمانه، حتى كلامي اللي زي السم ما أثرشي فيه، كان عايش في وهم، الدكتور فهيم ما يكدبش، مفيش زرقا يعني مفيش زرقا، والزرقا عمالة تنهش في لحم العمال، والزرقا عايشة في المصنع، عايشة وعمالة تكبر وتترعرع، الميكروب عايش ويترعرع والملاك الطاهر مات، ربنا رحمه واستريح، شرف الدين استريح يا شهدي، وعاش كمان مستريح، كان مصدق إن فيه خير في الدنيا دي وإن د. فهيم بيقول الحق، وشرف الدين مات واستريح، إنما أنا ... أنا اللي عايش وتعبان، أنا اللي مش مؤمن بحاجة خالص؛ دنيا وحشه وكلهم كدابين، كلهم كدابين، والصادق النهارده بكرة يكدب لما الظروف تتغير، والشجاع النهارده بكرة لما يقف قصاد الأكبر منه يبقى أرنب، أنا مش مؤمن بحاجة يا شهدي، مش مؤمن حتى بنفسي، أنا جبان، أنا عارف إنها الزرقا وساكت، أيوه ساكت ومقدرش أقول. اشمعنى انا دونا عن الكل اللي اقول؛ عاوز ولادي يا شهدي يعيشوا وياكلوا ويروحوا المدارس. ولادي هم السبب يا شهدي! هم السبب، يمكن لو مكانشي عندي أولاد يمكن كنت أقول، لكن برضه ما اعرفش، أنا باخاف يا شهدي، أنا جبان يا شهدي (يبكي) . (شهدي يواسيه.)
شهدي :
ما تعملش في نفسك كده يا دكتور توفيق.
توفيق :
دي كانت آخر فرصة يا شهدي، كان آخر أمل، خلاص الفرصة راحت، الأمل راح.
Bog aan la aqoon