Waqtiga Falsafada iyo Sayniska
الزمان في الفلسفة والعلم
Noocyada
11
هكذا يصطبغ الوقت بالحال، ويتميز الحال بالوقت، ويعيش الصوفي الزمان فيما يتدرج فيه من المقامات؛ فالمقام يستمر زمانا، وفي حين يختفي الزمان في الحال، فيصبح أقرب إلى اللحظات الوجودية غير ذات الاتصال، ويتخذ شكلا طوبولوجيا (النقطة)، «إنه اللحظات المكثفة التي لا تتصف بالطابع الكمي بل بالطابع الكيفي، فالوقت لا زمان له لكنه حال تخرج به عن الزمان.»
12 •••
وطوال تاريخ الفلسفة لم يطرأ على الزمان اللاعقلاني تغير ذو بال، يخرج به عما أسلفناه، حتى كان القرن العشرون بمتغيراته الجمة، يعنينا منها - على وجه الخصوص - تعملق العقلانية في صورة العلم الذي انتصب ماردا جبارا؛ ليحتل قصب السبق ويسم العصر بميسمه، فكان تحديا جديدا وخطيرا. يلزم الزمان اللاعقلاني بإعادة ترتيب أوراقه، وبعث حياة جديدة، تجعله أكثر إنسانية من الأبدية المتعالية. ويتصل هذا بما أسلفناه من تبلور حديث، مميز وناصع للاعقلانية، في صورة النزعة الرومانتيكية في القرن التاسع عشر. وكما أسلفنا أيضا، تعد الفلسفتان البيرجسونية والوجودية أقوى امتداد للرومانتيكية في الفلسفة المعاصرة. •••
أما عن البيرجسونية، فإن الفيلسوف الفرنسي هنري بيرجسون
H. Bergson (1859-1941) يقف بمعية مارتن هيدجر على رأس الفلاسفة المعاصرين الذين جعلوا الزمان محورا لفلسفتهم، ولكن هيدجر - كما سبق أن رأينا - اعتنى بالمعنى السلبي للزمان بوصفه قوة هدامة تنذر الإنسان بالموت والتناهي والعدم. أما بيرجسون فعلى العكس من ذلك اكتشف في الديمومة المعنى الإيجابي للزمان، ورأى فيها مصدر الوجود الحقيقي. والديمومة
durée
هي المصطلح البيرجسوني لما أسميناه بالزمان اللاعقلاني، لكن الخاص بالنفس الإنسانية وليس المتعالي كالأبدية.
ويفصل بيرجسون فصلا حادا بين الديمومة وبين الزمان العقلاني، معتبرا إياها الزمان الحقيقي الذي يدرك بواسطة الحدس - الخبرة الداخلية الحية - وهي الضد الصريح للزمان العقلاني الطبيعي الزائف الشائه الوهمي غير الحقيقي. يقول بيرجسون: «الديمومة هي الزمان الحقيقي، زمان الحياة النفسية الذي هو عين نسيجها.»
13
Bog aan la aqoon