Waqtiga Falsafada iyo Sayniska
الزمان في الفلسفة والعلم
Noocyada
الفصل الخامس
الزمان اللاعقلاني
تلقى الفيلسوف المصري أفلوطين
(205-270م) المولود بمدينة ليفربوليس (أسيوط) إشارة البدء الأفلاطونية ليفرق بين الكوزمولوجي الطبيعي، وبين الأبدية زمان النفس الكلية، وجعل الثاني علة للأول، وألقى بالزمان في قلب التجربة الصوفية الحدسية، معرضا عن التصور العقلاني له، ورافضا إياه رفضا باتا، وطارحا أول صياغة فلسفية متكاملة ومهيبة للزمان اللاعقلاني. فمثل حلقة هامة ومميزة من حلقات البحث الفلسفي في الإشكالية، حتى إنه إذا اعتبرنا طيماوس نقطة البدء، فإن الفصل السابع من تاسوعية أفلوطين الثالثة هو الذي شق الطريق الفلسفي للزمان اللاعقلاني، أو الطريق اللاعقلاني للزمان الفلسفي.
وأفلوطين حامل لتيار الفكر الإغريقي، مضافا إليه المؤثرات الفكرية والحضارية التي سادت منشأ فلسفته أي مدينة الإسكندرية، منار العرفان في ذلك العصر. وتقوم فلسفة أفلوطين على فكرة التثليث التي سادت الأديان والعقائد والميتافيزيقا آنذاك، وجسدتها الغنوصية، ثم تبلورت نهائيا في المسيحية. وقد كان أفلوطين خصما عنيدا للمسيحية، وقدم فلسفته كبديل لها. وفلسفته بدورها تقوم على فكرة الأقانيم الثلاثة: المطلق، العقل، النفس الكلية. وفكرة الفيض والصدور؛ أي صدور الأقنوم عن سابقه. أما الأقنوم الأول (المطلق) فيفيض عن «الواحد» النبع النوراني الثابت الساكن الأصلي.
وقد وجد الزمان والنفس الكلية معا لحظة الفيض؛ أي لحظة صدور النفس الكلية عن الأقنوم السابق عليها؛ ذلك أن الزمان هو فاعلية وحياة النفس «الأقنوم الثالث»، أما الأبدية فهي فاعلية وحياة العقل «الأقنوم الثاني». الأبدية إذن تسبق النفس والزمان في الوجود، ونوع الوجود الذي ينسب للأبدية - وقبل أن يوجد الزمان - هو الحياة الثابتة الكاملة اللانهائية، المتجهة إلى الواحد.
وأفلوطين «يدعي أنه يتبع رأي القدماء في هذا الشأن؛ فالزمان كما قال أفلاطون هو الصورة المتحركة للأبدية.»
1
والواقع أن فلسفته تقوم على أخذ خطوط مباشرة من أفلاطون، الذي يعد سلفه المباشر. وعلى الرغم من هذا، وعلى الرغم أيضا من الصوفية الحدسية الساطعة واللاعقلانية المتفجرة من بين جنبات فلسفة أفلوطين، فإنه أيضا وريث لتراث أرسطو العقلاني، «وكثيرا ما يبدأ البحث بجملة لأرسطو، ثم يعقبها بشرح طويل لهذه القضية.»
2
Bog aan la aqoon